شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | طفلكِ والسكّري… إكتشفي إصابته وتعامَلي معها!
طفلكِ والسكّري… إكتشفي إصابته وتعامَلي معها!
خطوات الطفل الأولى: لا توبيخ بل تشجيع

طفلكِ والسكّري… إكتشفي إصابته وتعامَلي معها!

إصابة طفلكِ بداء السكري غالباً ما تكون فجائية وإهمال العلاج يسبّب الغيبوبة ونقل الطفل إلى المستشفى. أجرت «الجمهورية» حديثاً مع طبيب الأمراض الداخلية الدكتور الياس سعيد صفير حول داء السكري عند الأطفال حيث يشرح للأم والأب كيف يكتشفان الإصابة وكيف يتعاملان مع طفلهما المُصاب؟يؤكّد الدكتور صفير أنّ داء السكري عند الأطفال هو كناية عن ارتفاع نسبة السكر في الدم. فالمعدّل الطبيعي يتراوح بين 60 و120 ملغ % وإذا ارتفعت هذه النسبة عن 140 ملغ على عدّة فحوصات، يجب الانتباه إلى احتمال الإصابة بالداء.

ينتج هذا الارتفاع بالسكر عن ضعف في إفرازات غدّة البنكرياس الموجودة خلف المعدة والتي تفرز مادة الأنسولين وهي هرمون يركّز السكر في الدم. فعند ضعف هذه الغدة يتوقف عملها بنسبة 80 في المئة، وبالتالي يفتقر الجسم لمادة الانسولين التي تساعد الكبد على تخزين السكر، فيتراكم في الدم ما يؤدّي الى علو نسبة السكر في البول، وتظهر عوارض داء السكري.

متى؟

يمكن أن يتعرّض الطفل للإصابة بالسكري منذ عمر 3 أو 4 سنوات.

عوارض الداء وكيف تكتشفانه؟

إنّ إصابة الطفل بداء السكري فُجائية، يضعف من دون سبب ويفقد 3 أو 4 كيلوغرامات خلال 3 أسابيع وتنقطع قابليته للأكل ويكثر درّ البول عنده، ما يسبّب له عطشاً كبيراً. هذه هي أولى إشارات داء السكري عند الطفل.

أسباب داء السكري عند الأطفال

أسباب عدّة تؤدي إلى إصابة طفلك بداء السكري، بحسب دكتور الياس سعيد صفير، ومنها:

• الاستعداد الوراثي لمرض السكري وهو كناية عن تصنيف موجود في الخلايا عند ولادة الطفل.
• أسباب متعلّقة بالبيئة أو فيروس يفتك بغدّة البنكرياس فيضرّ بها ويبدأ الداء.
• وهناك أسباب متعلّقة بالتغذية.

أنواعه

يشير الدكتور الياس سعيد صفير إلى وجود نوعين:

الأول، يحدث عند الأطفال فجأة، وقدرة الوقاية منه ضئيلة ومحدودة والأنسولين هو علاجه الوحيد.
الثاني، يسبّبه العامل الوراثي والسمنة، والوقاية هي بالانتباه للنظام الغذائي أي أنّ علاجه هو الريجيم.

كيف يتم علاجه عند الأطفال؟

يمكن علاج الأطفال المصابين بداء السكري بواسطة إبر الانسولين، ولكن الأهم من ذلك هو إقناع الأهل بأهمية تقبّل العلاج وتطبيقه بسرعة. فالاكتشاف المبكر للسكري عند الطفل مهم جداً كذلك سرعة استعمال علاج الأنسولين ضرورية، وإلّا تعرّض الطفل للغيبوبة الناتجة عن ارتفاع حاد بالسكّر في الدم. لذا يجب ألّا يرفض الأهل علاج الأنسولين ولا يقلقوا منه.

صحيح أنّ هذا المرض يعرّض العائلة لتغيّرات في نمط حياتها ويُحمّلها أعباء مادية ومشكلات اجتماعية، ولكن يلفت الطبيب إلى أنّ «دورنا مساعدة الأهل بالدرجة الأولى على فهم أعباء المرض والتكيّف مع متطلبات العلاج حتّى لا تكون إبرة الانسولين مصدر عبء وخوف من المرض بل يكون العلاج مبعثاً للأمل بحياة أفضل للطفل المصاب».

ويُطمئن الدكتور صفير الأم والأب اللذين قد لا يتقبّلان خضوع طفلهما لهذا العلاج، لافتاً إلى أن لا تأثيراً سلبياً للانسولين الذي يشكّل العلاج الأساسي لمريض السكري. قبل اكتشاف الانسولين كان داء السكري مرضاً مميتاً وخطيراً، ومع اكتشاف الانسولين أصبح المرضى يعيشون حياة طويلة وعادية وطبيعية.

في حال الإهمال

يحذّر الدكتور الياس صفير الأم والأب من إهمال طفلهما المُصاب أو عدم الاكتراث إلى العوارض المُنذرة بإصابته بالسكري، ويشير إلى اشتراكات عديدة تنتج عن عدم المعالجة الصحيحة أو الاكتشاف المتأخّر للمرض: منها القضاء على كليتي الطفل، أو عينيه أوالشرايين والقلب وإحداث التهابات. فلا يعود السكري هو المرض الوحيد بل تتكاثر الأمراض في جسم الطفل. أمّا المعالجة الصحيحة والدقيقة والمبكرة فتمنع الاشتراكات المترتّبة عن الاهمال.

كيف تتمّ مراقبة الأطفال؟

إنّ مراقبة الأطفال المصابين بداء السكري تبدأ في المنزل حيث يلعب الأهل دوراً هاماً. وهناك فحوصات دم بالاصبع وفحوصات بول يطبّقها الطفل في المنزل عدّة مرات يومياً وعلى أساسها يأخذ إبرة الانسولين.

ويجب الانتباه، فعند ارتفاع نسبة السكر لعدّة أيام مستمرّة يجب فحص السكر في البول لأنه مع ارتفاع النسبة في الجسم تظهر مادة «السيتون» في البول وهي مادة حمضية يؤدي تراكمها في الدم إلى غيبوبة الطفل ونقله الى المستشفى.

وهناك فحوصات دورية إذ يجب على الطفل المصاب زيارة طبيبه مرّة كل ثلاثة أشهر أو ستة أشهر لإجراء فحوصات ضرورية منها فحص مادة السكري في البول لـ 24 ساعة. هذا الفحص يُعطي فكرة عن تغيّرات السكر في الدم طيلة النهار.

وهناك فحص الدهنيات حيث يجب ألّا يعلو معدّلها في جسم الطفل. وأيضاً يخضع هذا الطفل لفحوصات سنوية منها فحص غشاوة العين وفحص الدم والبول للاطمئنان الى عمل الكليتين، بالإضافة إلى صورة للصدر.

هل من نظام غذائي مفروض؟

يستطيع مريض السكري أن يأكل ما يشاء ولكن المهم توازن الوجبة الغذائية، فيتناول الحليب والخضار والفاكهة والنشويات والبروتينات والدهنيات، وعليه تجنّب الخبز والأرز والبطاطا. وتُدرس الكمية حسب العمر والوزن وحاجة الجسم، وتُقسم النسب كالتالي: يتألف غذاء المريض من النشويات بنسبة 50 في المئة، والبروتينات بنسبة 20 في المئة، والدهنيات بنسبة 30 في المئة.

ويتجنّب الأطعمة التي ترفع الدهنيات فتسبّب الكوليسترول والتريغلسريد. الألياف مهمّة في غذائه فهي مادة لا يمتصها الجسم وتساعد على توازن السكر، ولكنّ التقيّد بالكميات المحدّدة مهم.

الزواج والإنجاب؟

غالباً ما يتساءل الأهل حول مستقبل طفلهم فور معرفتهم بإصابته بالسكري، فهل سيتمكّن من الزواج والإنجاب؟ وهل ينقل المرض إلى أولاده في حال تزوّج وأنجب؟

في هذا السياق، تشير الإحصاءات إلى أنّ عامل الوراثة ضئيل جداً لدى مرضى السكري. وعن إنجاب الأولاد، ينصح الدكتور الياس صفير بعدم إنجاب المصابين بالسكري من بعضم.

أمّا بالنسبة للحمل عند مريضة السكري، فهي تستطيع أن تحمل وتنجب كباقي السيدات لكن مع الأخذ في الاعتبار بعض الملاحظات الضرورية مثل العناية بكمية الانسولين الواجب أخذها خلال فترة الحمل والمحدّدة من قبل الطبيب، والاعتناء بالنظام الغذائي خصوصاً خلال فترة الثلاثة أشهر الأخيرة، وضرورة التنسيق بين طبيب السكري وطبيب الولادة لتجنّب المصاعب والمشكلات الممكن تواجدها.

إذاً لا قيود حقيقية على الطفل المصاب بداء السكري فهو يستطيع أن يعيش حياة طبيعية بشرط التقيّد التام بالمراقبة الذاتية وتحقيق الرعاية الصحيحة عن طريق اتزان السكر بشكل دائم. وعلى الأهل أن يساعدوا طفلهم المُصاب على تحمل مسؤولية نفسه، حتّى يعتاد على النظام ويتأقلم مع وضعه الصحي. علماً أنّه يفهم كل ما يريدون إيصاله اليه ولو في عمر مبكر.
ماري الاشقر
الجمهورية

عن ucip_Admin