العلم عجز أمامه والبشر حائرون وبعد ولادته تغيّر كلّ شيء
هذا الطفل لا يشبه سواه، ليس بالشكل، إنما بطريقة ولادته. والده احتار بأمره، وأمّه قبلت مشيئة الله.
قبله لم يكن للحياة معنى، ومعه تغيّر وجه الأرض، معه حلّ السلام في القلوب، ومات الموت ولم يعد له قوّة.
لا يمكن للعلم تفسير ولادته، ولا العالم كلّه قبل رسالته بعد، قبله كان اليأس مسيطراً، وبولادته حلّ رجاء عظيم.
من كان ليعتقد أنّ طفلاً سيقلب المقاييس، ويصنع التاريخ!
من كان ليعتقد أنّ البشريّة الغارقة في أسئلة وجوديّة، ستكون الأجوبة كلّها في قلب طفل صغير؟
ولد، أطاع والديه، سمع كلمة أمّه، وكم منّا يعاند والديه من أجل مال، من أجل أرض، من أجل بشر!
قبل مشيئة ابيه حتى الموت، رغم الخوف، وكم منّا يرفضون حتى شكر الله في الخير حتى!
إنّه الطفل الذي لولاه لما كان العالم يساوي شيئاً، جمال العالم لا يضاهي جماله، فهو سيّد الجمال حتى وهو يذرف دمه من أجلنا، لأنّ الجمال فارغ من دون حبّ!
إلى هؤلاء الغارقين في اليأس والالم، الغارقين في البكاء والعدم، لا مكان لليأس بعد اليوم. الله هنا، عاش بيننا، ما زال بيننا، حمل خطايانا، رفعنا معه الى الملكوت، فكيف نحزن بعد اليوم؟
إنه الطفل الذي صنع المعجزات، فلا تتردّدوا في قرع بابه عند الجوع والفقر والمرض والحروب…فمتى ابتعدتم عنه زاد الشرّ في العالم، ومتى جئتم اليه، حلّ السلام في القلوب.
إنّه طفل المغارة، طفل فقير مثلنا، لم يأتي الى العالم ليكون ملكاً يُخدَم، بل أتى ليكون ملك الخدمة والحب والتضحية.
كيف لنا أن نتبع سلاطين العالم وملوكه الذي يسلبون لقمة عيشنا، ويقتلون اولادنا، ويهدرون دمنا، ولا نتبع ذاك السلام الكلّي المخلّص الحق؟
تعالوا اليه، طفل مات شاباً من أجلك، من أجلي، فقط لأنه أحبك، واحبني.
إنه حقيقة، لا حقيقة قبلها، ولا بعدها…
إنه طفل صغير، غيّر وجه الكون، “الطريق والحق والحياة”.
إنه يسوع.
أليتيا