أيها الاولياء والصالحين وقديسيّ الله
الذين لا نأتي على ذكرهم في روزنامتنا اليومية
ولكنهم استحقوا الجلوس في حضرة الله.
صلّوا من اجلنا.
انتم يا فلاحيّ الارض البسطاء
يا من تزرعون بالدموع
وتقطفون بالهتاف
صلّوا من اجلنا.
انتنّ يا عاملات التنظيفات وخادمات البيوت ومربيّات الاطفال
يا من تعملْن ليل نهار بكدّ وجهد
زارعين الحنان والفرح والنظافة اينما حللتنّ.
صلّوا من اجلنا.
ايها العمّال الكادحين من الفجر الى المساء
يا من تعملون في المصانع والمؤسسات المعتمة والباردة كآلات دون روح
مهتمين بأدقّ التفاصيل
صلّوا من اجلنا.
وانتم ايها الفنانين والمبدعين
يا من تعطّرون ايامنا وليالنا بالحب والجمال
وتذيقونا بعضًا من جمال الله
صلّوا من اجلنا.
وانتم يا من اصغيتم بكل انتباه
الى آلام المساكين المنبوذين وفاقدي الرجاء
وزرعتم في مكان ما بعض بزور الامل
صلّوا من اجلنا.
وانتم يا رجال الله وخدّام النور الازلي
المكرّسين لخدمة الانسان
الأمناء على كرامة الضعفاء
والساعين دوما من اجل إعلاء صورته في جميع الامم
صلّوا من اجلنا.
وأنتم أيها الاباء والامهات
يا من تعطون من ذاتكم وتفنون حياتكم
من اجل فلذات لن ينظرون يومًا الى الوراء
صلّوا من اجلنا.
أنتم أيها الاباء والاجداد
يا من تولدون من جديد مع كل حفيد وحفيدة
وتسارعون الى ملء فراغ
يتركه الاهل في جهادهم اليومي
من اجل كسب الرزق والعيش بسلام
صلّوا من اجلنا.
ويا أيها المربون وصانعي الحياة
يا من تزوّدون الاجيال بالعلم والايمان
وتبنون قصور الحداثة والمستحيل
صلّوا من اجلنا.
وإلى الاجنّة الذين رحلوا باكرا
اما لإرادة الحياة أو بيد القدر والجهل
يا من تبلسمون جراح الموجعين في الارض قاطبة
وترفرفون باجنحتكم فوق اطفال الحروب
صلّوا من اجلنا.
وانتم ايها المرسلين المندفعين الى الموت دون حساب
تحملون البشرى أينما حللتم
تنشرون أريج الله في عمق أعماق البؤس والعدم
صلّوا من اجلنا.
وأنتم أيها المناضلين في المجتمع الاهلي والمدني
بمجانية تشبه رائحة الزهور وعطر الورود
تحملون في وعيكم تخلّف المجتمعات والموروثات
صلّوا من اجلنا.
الى الذين لم تكتب اسماؤهم ولن تكتب على الواح او صخور
تاهوا في البراري وفي مجاهل البحار والمحيطات
حملوا توق الانسانية الى الفوق
صلّوا من اجلنا.
واخيرا الى الذين عرفوا مجد العالم وبهائه
ولبسوا الحرير والاسوار
ولكنهم بقوا فقراء في قلوبهم
واضعين ضمانتهم بالازلي
صلّوا من اجلنا.
الاب هاني طوق
أليتيا