في ذلكَ الزَّمان: دَعا يوحنّا اثنَيْنِ مِن تَلاميذِه وأَرسَلَهما إِلى الرَّبِّ يَسأَلُه: «أَأَنتَ الآتي أَم آخَرَ نَنتَظِر؟»
فلَمَّا وصَلَ الرَّجُلانِ إِلى يسوع قالا لَه: «إِنَّ يوحَنَّا المَعمَدانَ أَوفَدَنا إِلَيكَ يَسأَل: أَأَنتَ الآتي أَم نَنتَظِر غَيرَكَ؟»
في تِلكَ السَّاعَة شَفى أُناسًا كَثيرينَ مِنَ الأَمراضِ والعِلَلِ والأَرواحِ الخَبيثَة، ووَهَبَ البَصَرَ لِكَثيرٍ مِنَ العُمْيان،
ثُمَّ أَجابَهما: «اِذهَبا فأَخبِرا يوحَنَّا بِما سَمِعتُما ورَأَيتُما: العُمْيانُ يُبصِرونَ، العُرْجُ يَمشُونَ مَشيًْا سَوِيًّا، البُرصُ يَبَرأُونَ والصُّمُّ يَسمَعون، المَوتى يَقومونَ، الفُقَراءُ يُبَشَّرون.
وطوبى لِمنَ لا أَكونُ لَه حَجَرَ عَثرَة».
*
“أَأَنتَ الآتي أَم آخَرَ نَنتَظِر؟”. هذا السؤال لا يرافق فقط مسيرة يسوع المسيح، بل يرافق مسيرة كل إنسان أمام خياراته وخبراته. سؤال يطرح نفسه كل مرة نتساءل كيف أن جبروت الله يظهر في ضعفه، واعتلانه يتجلى في اختفائه، وكلمته يتردد صداها في صمته.
نبحث عن حضور الله في ما هو كبير، في ما هو ظاهر، في ما هو متألق… وإذا بالله يتجلى لنا في الآخِرين، يتجلى في من يعتنى بالأعمى، بالأعرج، بالأبرص… في كل من هو مهمّش… وجه الله يتجلى هناك ويتحدانا بقول يسوع: ” وطوبى لِمنَ لا أَكونُ لَه حَجَرَ عَثرَة “.
زينيت