جدد الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار الأنطوني في بيان لمناسبة “يوم المدرسة الكاثوليكية”، “القناعات التي كانت، ومنذ البدايات، في أساس الخدمة التعليمية التي أرادتها الكنيسة لانماء الانسان، أي انسان”. وقال: “تأكيد جديد عن هوية المدرسة الكاثوليكية أعلنه البابا فرنسيس أمام أكثر من ستة الاف مسؤول تربوي في مؤتمر مميز تم انعقاده في تشرين الثاني الماضي في روما قائلا: لا نستطيع أن نتكلم عن تربية كاثوليكية إذا لم نتكلم عن الإنسانية”.
أضاف: “المسيح الذي نحتفل بعيد صعوده اليوم هو الذي أطلق تلاميذه “ليعلموا جميع الأمم”. وعلى خطى هؤلاء سارت مؤسسات لتحرر الإنسان، لا من الجهل وحسب، بل وأيضا من العبوديات المتنوعة، لترتقي به إلى كمال دعوته ورسالته، وإلى تصويب مسيرته وانفتاحه المسؤول على جميع مكونات المجتمع ليبني معها “حضارة المحبة والرحمة، ومدينة الأرض: بيتنا المشترك”. إنها المسؤولية التي لا تزال مدارسنا الكاثوليكية في لبنان تتحملها، بالرغم من التحديات المتنوعة التي تواجهها، تربويا وتعليميا واعلاميا واقتصاديا وسياسيا بسبب عالمنا المرهق بأزمة ضمير”.
وتابع: “إن أجيالنا الطالعة هي التي نعدها لتكون ضمير خلاص للانسانية بشهادتها للرجاء وبالتزامها القيم الإيمانية والروحية والوطنية. لقد آمنت المدرسة الكاثوليكية في لبنان بدورها المميز في خدمة لبنان ومحيطه العربي والمشرقي، وقد أكدت على ذلك شرعتها في التربية والتعليم – المادة 31 – معتبرة “ان الريادة الثقافية، ولا سيما على صعيد اللغة والبيئة العربية، والحفاظ على تراثنا الشرقي، بنواحيه المتنوعة والمشرقة، يظلان من الأهداف التربوية التي تسعى مؤسساتنا التربوية إلى نشرها في أوساط من تعنى بتربيتهم. وهذا ما يدفعنا إلى التواصل مع جميع المؤسسات الشقيقة والشريفة في لبنان والعالم لكي نعزز معها حوار الثقافات والأديان ولننشىء تلامذتنا على الحرية المسؤولة والكرامة الإنسانية التي تتجلى مظاهرها في احترام العيش المشترك والقبول بوجود الآخر وبحقه في الحياة”.
وختم: “في يوم المدرسة الكاثوليكية، وفيما نحن نجدد قناعتنا برسالتنا، تشجعنا على ذلك دعوة البابا فرنسيس “لنفتح قلوبنا على من يعيشون في الأطراف، ولنتحاش الوقوع في فخ اللامبالاة التي تذل… ولنفتح أعيننا كي نرى بؤس العالم، ولنهدم حاجز اللامبالاة التي غالبا ما تسود لتخفي الخبث والأنانية” (وجه الرحمة، 15). أملنا وصلاتنا في هذا اليوم الطيب أن تواصل مدارسنا الكاثوليكية مسيرتها الصاعدة دوما بشجاعة وجرأة وشفافية، من أجل خير الانسان وتعزيز ثقافة السلام والحياة بتربية كاثوليكية هي دائما وابدا انسانية”.
وطنيّة