عامان على خطف مطراني حلب بولس اليازجي ويوحنا ابرهيم، ولا معلومات عنهما. في 22 نيسان 2013 خطفا، ومنذ ذلك الوقت لم تتبنَّ أي جهة خطفهما، ولم يعلن أي طرف مسؤوليته عن الأمر، ولم يطالب أحد بفدية. ثمة الكثير من الكلام، لكن كله أخبار، ولا شيء دقيقا. يجمع المعنيون بهذه القضية أن ملف خطف المطرانين يختلف عن ملف خطف اللبنانيين التسعة في اعزاز، أو راهبات معلولا، أو حتى العسكريين. فالمعطيات والمعلومات عن ملابسات خطف المطرانين غير متوافرة، بالمقارنة مع المعلومات المتراكمة التي كانت بحوزة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم، المفاوض اللبناني في موضوع اختطاف اللبنانيين التسعة أو الراهبات، او حتى الآن العسكريين المخطوفين. واللواء ابرهيم هو المسؤول الوحيد الذي يسأل ويهتم بهذه القضية لأنه يعتبره ملفا أساسيا، إضافة الى التحركات واللقاءات والاتصالات التي يقوم بها من اجل تحرير العسكريين المخطوفين، وفق أحد المعنيين بالقضية.
في المقابل، تسعى الكنيسة الى التذكير دائماً بقضيتهما وعدم نسيانها، لكن بسبب شحّ المعلومات بالنسبة اليها، وخصوصاً انها الجهة المعنية بمصير المطرانين، فإن تحرّكها يقتصر على الدعوة الى الصلاة لعودتهما، وتستعد الكنائس في بطريركيتي أنطاكية للسريان وللروم الأرثوذكس، بتوجيه من البطريركيتين، في الوطن وبلاد الانتشار، لتخصيص يوم الأحد المقبل 19 نيسان الجاري ليكون يوم صلاة. كما ترفع المطرانيات وكنائس الرعايا والأديار القداديس، ويتلى في هذه الصلوات البيان المشترك الذي أعدّته الكنيستان، “وذلك لإعادة التشديد، محلياً، إقليمياً ودولياً، على هذه القضية الإنسانية بامتياز والتي تلخص معاناة المسيحيين وغيرهم من جراء ما تشهده المنطقة”. فبطريرك انطاكية للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يشدد في كل زياراته الخارجية التي يقوم بها ولقاءاته على هذه القضية ولا يتردد في السؤال والمطالبة بكشف مصيرهما. وهو أثار الموضوع مع الرئيس الروسي ونائب الرئيس الأميركي وملك الأردن وأمير الكويت وولي العهد الاماراتي، وفي زياراته الاوروبية. لكن لا معطيات جديدة. لذلك ليس في يد الكنيسة الا الاكتفاء بالدعوة الى الصلاة لعودة المطرانين واحلال السلام في الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق، دعا اللقاء الارثوذكسي الى لقاء تضامني الأربعاء المقبل بعنوان “لن ننسى لن نسكت”، بهدف رفع الصوت والمطالبة بعدم نسيان قضيتهما. مع ذلك، “لا شيء جديدا”، وفق رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام. “وخصوصاً اننا لا نملك أي معلومات استخباراتية حقيقية، لا من الأميركيين ولا من القطريين، ولا حتى الأتراك. لا أحد يستطيع إخبارنا بأي شيء جديد”. يصف افرام هذه المسألة بأغرب خطف في التاريخ، لو كانا مقتولين على الأقل لكنا عرفنا، فلا صور ولا فيديو، ولا حتى جثث كما تفعل المجموعات الارهابية مع من تقتلهم، ولا أي معلومة صغيرة تشير الى مكان وجودهما”.
يربط المعنيون في هذه القضية الانسانية ما بين عملية الخطف وما يتعرض له المسيحيون في الشرق. “يمكن المطلوب أن نسكت أو ألا نتحرك، وخصوصاً ان لهذه القضية أبعاداً ومؤشرات الى ما يتعرض له المسيحيون في الشرق. الامكانات متواضعة، لكنها قضية حق، ومن سمح بخطف المطرانين من دون أي تحرّك هو عينه الذي سمح بتدمير كل الآثار المسيحية وغيرها، وهو عينه من سكت عما يتعرض له المسيحيون في الشرق من تنكيل وتعذيب واضطهاد”، وفق افرام. ثمة علامة استفهام كبيرة على هذا السكوت، ويبقى اتكال الكنيسة على العناية الالهية في كشف مصير المطرانين.
ألين فرح / النهار