ترأس المطران بولس عبد الساتر قداسا احتفاليا في كنيسة مار يوسف – زغرتا، في أحد بشارة زكريا، عاونه فيه كل من الخوري يوحنا مخلوف والخوري يوسف بركات، وخدمته جوقة الرعية في حضور حشد من المؤمنين.
بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى المطران عبد الساتر عظة، ومما جاء فيها: “إخوتي الأحباء، لنعرف مدى أهمية البشارة التي تلقاها زكريا، يجب أن نعود ونضع أنفسنا في تلك الأيام، فالشعوب الذين ارتبطت حياتهم بالله والذين كانوا يعتبرون أنفسهم مميزين بالنسبة لله كان قد صار لهم 500 سنة لم يعرفوا بالله فلم يكن لديهم نبي ليقول لهم بأن الله يحبهم ولا يزال معهم، فكانوا ينظرون الى ظروفهم تصبح أصعب وأصعب، وكانت المصائب تنزل على رؤوسهم حتى وصلوا الى حكم الوثنيين البشع، والأبشع كان وجود أناس من بينهم لا يصدقون بوجود الله، وتركه أناس بدأوا يتعاونون مع العدو ضد أهل بيتهم، فأتت بشارة زكريا حيث كان الشعب يعيش فترة من الإنحطاط القوي إن كان على الصعيد الإجتماعي أو السياسي أو حتى الروحي، فأتت البشارة لتذكرهم بأن الله لم ينس شعبه ولم يترك الإنسان وإنه المخلص”.
وتابع: “البشارة الحقيقية هي أن الله أمين في وعده وهو لا يتخلى عنه ولا عن الإنسان، فنحن المسيحيين نشعر أحيانا بالإحباط، نصلي ونصلي ونجد صعوباتنا تزيد في حياتنا إن كان على مستوى الكنيسة أو على مستوانا كأفراد، فنقول يا رب لماذا لا تجيب علينا؟ لماذا لا تخلصنا؟ فيتوجه أناس الى التفتيش عن مكان آخر لعله يأتي إله آخر وأناس يعتقدون ان المال هو الحل، ولكن مهما تصعب الحياة ومهما تصعب الهموم علينا يجب أن نتذكر بأن إلهنا يموت كل يوم من اجلنا، من أجل الحق ولا نعتقد بأن هذا الإله الذي صار إنسانا لأجلنا سيتخلى بسهولة عنا ولا يعود يسأل عنا ويتركنا ضحية الموت والخطيئة”.
وختم: “اذا شعرنا بأن الشر صار قويا في مجتمعنا لا نخاف ولا نيأس، نحن الوحيدين الذين يجب أن لا نيأس لأننا كل يوم نعيش مع يسوع المسيح المنتصر على الشر وعلى الموت، ومهما شعرت بالتعب لا تخاف فإلهك لن يتركك، فهو يحبك وأنت غالي على قلب الرب والرب سينتصر في النهاية”.
وطنية