نشر موقع صحيفة الواشنطن بوست مقالا وصف فيه أحوال العراقيين في العيد ناقلا كلمة الأسقف لرعاياه: ابقوا هنا! شرح الأسقف مياسير المخلصي أنه وفي العام المنصرم شهدت كنيسة القديس جاورجيوس للكلدان الكاثوليك حضور 300 الى 400 شخص ولكن اليوم وفي زمن العيد حضر فقط 75 شخصًا.
نتج انخفاض عدد المسيحيين في العراق أولا عن الاجتياح الأميريكي الذي سجل عام 2003 وكان السبب بفرار الكثيرين والوضع اليوم أسوأ من ذلك بكثير فعدد المسيحيين كان أكثر من مليون نسمة وها هو يبلغ اليوم بحسب تقدير البعض أقل من 400000 شخص. إن العنف والاضطهاد اللذان تمارسهما الدولة الإسلامية على الديانات يتسبب بهروب الكثير من المسيحيين من وطنهم الأم، فلأول مرة منذ عقود يسجل سهل نينوى فراغًا من المسيحيين بعدما فرضت عليهم الجزية أو اعتناق الدين الإسلامي من قبل الدولة الإسلامية.
حتى في العاصمة توضب العائلات حقائبها استعدادا للرحيل…وقد نقل الموقع شهادة أحد المسيحيين وهو عماد أيا الذي قال أن هذا العيد هو الأخير في العراق فعائلته قد باعت منزلها وتستعد للمغادرة الى تركيا حيث يسعون لأن يتسجلوا في برنامج الأمم المتحدة للاجئين كي يتجهوا بعدها الى أوروبا أو استراليا…
يضيف الموقع عينه أن عماد أراد مغادرة العراق منذ وقت طويل لكن والده عارض ذلك فهو بقي للاهتمام بوالده المسن ولكن بنظره حظي جده بحياته واليوم دوره كي يعيش، فبرأيه لا مستقبل ينتظره في العراق. كثيرون ممن يغادرون لا يعلمون أحدًا خوفًا من أن تعترض الدولة الإسلامية طريقهم وتنهبهم الأموال التي جنوها من بيع ممتلكاتهم فيهربون كالسارق في الظلام.
من ناحيته شدد الأب مخلصي أنه وإن بقي الحال على وضعه لن يصل المسيحيون الى أي مستقبل، ويكرر أن الله وضعهم هناك لتبيان الاختلاف بين الأديان ولكنهم يخافون على مستقبلهم ويرحلون. في السياق عينه كان البطريرك ساكو قد لام بطريقة غير مباشرة الولايات المتحدة على هذا الفرار بسبب الاجتياح الذي سجلته عام 2003، ففي الحي الذي يقطنه عماد مثلا تم إقفال المحال المسيحية لأنها تبيع الكحول.
من جهته يقول يونادام كانا وهو عضو مسيحي في البرلمان أن الدول التي تفتح أيديها لاستقبال المسيحيين تجرهم الى الخارج وهذه كارثة، والكنيسة اليوم وعلى حد قول مخلصي على وشك أن تخسر الكثير من المؤمنين ولكن الرسالة الوحيدة التي ينقلها إليهم هي أن يبقوا في أرضهم، ولكن لا أحد يصغي لأن الجميع يبحث عن مستقبل لعائلته.