وقعت جامعة القديس يوسف ممثلة برئيسها سليم دكاش ومؤسسة الندوة اللبنانية ممثلة برئيستها رينيه أسمر حربوز اتفاقية وهب محفوظات الندوة اللبنانية الى الجامعة، خلال حفل افتتاح “أرشيف الندوة اللبنانية” لمحفوظات ميشال أسمر من قبل مكتبة حرم العلوم الاجتماعية، برعاية وزير الثقافة في الحكومة المستقيلة ريمون عريجي، وحضور رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني، الوزيرين السابقين بهيج طبارة وجورج قرم، مديرة مكتبة حرم العلوم الاجتماعية ليلى قساطلي رزق ومهتمين.
بداية، عرضت رزق المراحل التي قطعتها رحلة وصول أرشيف الندوة اللبنانية الى مكتبة حرم العلوم الاجتماعية، من الاستكشاف الأولي للأرشيف بطلب من البروفسور سليم دكاش الى التعمق بمحتوياته، من الصور والمستندات التي نقلت وما زالت تنقل، رسالة هي ملك للتراث المشترك للبنانيين وشهادة حية لاستمرارية الهوية اللبنانية بتعقيداتها ومتطلباتها الأخلاقية”.
منطلقا من تجربته الشخصية كصحافي شاب يغطي أعمال الندوة لصالح جريدة “لسان الحال”، ما وطد علاقته بمؤسس الندوة وتعمقه بفكره، اعتبر دكاش في كلمة ألقاها “أن ميشال الأسمر هو جزءا نبيلا وملتزما من ذاكرة لبنان”.
وقال:”أما الندوة اللبنانية فأعتبرها أمرا أصيلا تماما وظاهرة لن تتكرر في حياة لبنان الحديث خلال أربعة عقود. كان هذا في المقام الأول منبرا لمحاضرين لبنانيين مرموقين مثل ميشال شيحا، وكمال جنبلاط وشارل مالك وموسى الصدر ويوحنا مبارك ومصطفى النصولي وشارل قرم وبهيج طبارة ومن سائر العالم العربي (مثل أدونيس وبورقيبة) أو حتى من بلدان أخرى”.
وتابع:”استطاع ميشال أسمر أن يجتذب أربعمئة محاضر لأكثر من 600 محاضرة، وفي هذا الاتجاه، كانت الندوة منتدى لقاءات وتبادل وتفكير وكذلك دار للنشر”.
من جهته اعتبر عريجي أن “ما ينقل اليوم الى هذه المكتبة له طبيعة خاصة. إنها وثائق، ليست علمية فحسب، بل هي وثائق حية، يتجمع فيها ذكاء شعب وهويته التي تتشكل وضميره الذي يعبر عن نفسه. نفتقر اليوم بشدة الى مساحة للتفكير المشترك والدائم حول وطننا، بسبب انعدام المخيلة والرؤية. بالطبع لدينا مثقفين يضعون أقلامهم بتصرف عملية بناء وطن حديث، لكن عملهم ذو الطبيعة الفردية لا يؤدي الى التغيير المنشود”.
وقال:”نضع أملنا في قانون انتخابي عصري وتمثيلي، لكي نرى وجوها شابة وملتزمة تتطلع الى مستقبل واعد”.
أما طبارة فقد عاد بالذاكرة الى العام 1975 وأول طلقة نار من الحرب الأهلية التي كانت “مؤشرا على تعليق الدور التي لعبته الندوة في جمع اللبنانيين حول قواسم مشتركة وفي الحوار بين الحضارات والأديان.
وقال:”لقد سارع ميشال أسمر إلى التقاط الإشارة فأقفلت الندوة أبوابها.عام 1984 غاب ميشال أسمر تاركا وراءه إرثا معنويا واسعا. كما ترك ملفات ومخطوطات وأحاديث تؤرخ، مع محاضرات الندوة، لحقبة طويلة من تاريخ المنطقة العربية عموما ولبنان على وجه خاص”.
من جهتها اعتبرت حربوز أن “التخلي عن إرث يؤلم، لكن نقله يساهم في الحفاظ على الذاكرة حية ويشجع المؤرخين على البحث عن الحقيقة من مصدرها، خصوصا إذا كان هذا الإرث سيصبح من مسؤولية جامعة القديس يوسف التي ستحافظ عليه وتثمنه”.
وطنية