ضبيه، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وفي حضور رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان ممثلاّ برئيس الهيئة التنفيذية في المجلس المطران بولس الصياح، رئيس اللجنة النائب البطريركي على أبرشية الجبة المارونية المطران مارون العمار، النائب البطريركي العام على نيابة جونية المارونية المطران أنطوان نبيل العنداري، راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، الرئيسة العامة للراهبات الأنطونيات المارونيات الأم جوديت هارون، الرئيسة الإقليمية لرهبنة الوردية في لبنان الأم سيلفستر العلم، الرئيسة العامة لجمعية راهبات القديسة تريزيا الطفل يسوع المارونيات الأم تمينة الهندي، قائمقام المتن الآنسة مارلين الحداد، رئيس أساقفة أبرشية أنطلياس المارونية المطران كميل زيدان ممثلاً بالخورأسقف روكز براك، راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون ممثلاً بالخوأسقف جورج أبي سعد، النائب البطريركي العام على نيابة صربا المارونية المطران بولس روحانا ممثلاً بالمنسق العام لهيئة الشؤون الإجتماعية في نيابة صربا المارونية الخورأسقف إيلي أبراهام، نقيب المستشفيات الخاصة المهندس سليمان هارون ممثلاً بالسيد ميشال شاهين، أمين السر العام للجنة الأب إدغار الهيبي، ورؤساء بلديات وحشد من الشخصيات وأفراد عائلة اللجنة الأسقفية لراعويّة الخدمات الصحيّة.
الهيبي
بعد كلمة ترحيبية لعريفة الإحتفال رانيا سعد فرنسيس، عرض شريط وثائقي يعرف برسالة اللجنة، ثم كانت كلمة للهيبي أشار فيها الى “تأسيس اللجنة المنبثقة عن مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان في إطار تنظيم الكنيسة لعملها الرسولي والرعوي، من خلال تقسيمها حقول العمل الى لجان عدة”، وأوضح أن “لجنة راعوية الخدمات الصحية تأسست تلبية لدعوة قداسة البابا القديس يوحنا بولس الثاني الذي أسس في ذلك الوقت لجنة مماثلة في روما”، مشدداً على أن اللجنة “تهتم بالشأن الروحي أكثر من المادي”.
ثم انطلق من رسالة البابا فرنسيس العامة “كن مسبحاً”، وفيها: “المسؤولية الإنسانية عامة والمسيحية خاصة ليست مجرد مسؤولية تجاه الأشخاص إنما هي مسؤولية تجاه البيئة التي تحيا فيها الكائنات على تعددها”، وقال متوجها الى العاملين في حقل الصحة ومرافقي المرضى ما جاء في رسالة البابا أيضا: “إن رسالة الكنيسة في عالم الصحة، اي راعوية الصحة، ليست مجرد رسالة موجهة للمريض ومعاناته الجسدية والنفسية والروحية، انما هي مسؤولية تجاه البيئة العائلية والرعائية والمهنية والمؤسساتية المحيطة بالمريض بشكل خاص، والمتعلقة بعالم الصحة بشكل عام”.
وأشار الى أن “راعوية الصحة تهتم بأن تجسد البيئة الحاضنة للمريض ولحاجاته النفسية والجسدية والروحية، وبالتالي فإن مسؤوليتنا المشتركة وليست مسؤولية كاهن أو راهب أو راهبة، ولا حتى مسؤولية ممرضة أو طبيب لوحده، وإنما مسؤوليتنا جميعا. وإنطلاقا من هنا يقول البابا إن الرسالة الاساسية عندما يكون هدفنا هو الحفاظ على البيئة، الاهتمام بالبيئة العامة، العدالة تجاه الفقراء، الإلتزام من أجل المجتمع، والسلام الداخلي”، مشددا على “نمو المجتمع كمجتمع إنساني في مجتمعنا اللبناني وليس المسيحي فحسب، فالإنسان اللبناني مهما كانت طائفته هو رسالتنا”.
كما نقل عن البابا فرنسيس أن “الدافع الأساسي لعملنا من أجل البيئة والمجتمع ولا سيما من أجل الفقراء هو من أجل بناء السلام الداخلي الذي يقوم على ضمير حي”، مشددا على أن “كل مؤمن هو شاهد للمسيح”. كذلك نقل عنه أن “الدافع الأساسي لكل رسالة مسيحية وإنسانية هو الرحمة”.
وتحدث عن “العوائق التي تعترض الرحمة وهي النكران، حيث ننكر أن هناك مشكلة، نقصاً، ولهذا علينا الاعتراف بتواضع وصدق، ومحاربة الاستسلام السهل والسريع بالثقة العمياء بما يمكننا تحقيقه في النضال والمقاومة والتخطيط”، متوقفا عند “اللامبالاة، لامبالاة الإنسان تجاه ما يجري من حوله، لذا نحن بحاجة لنوع جديد من التضامن”.
وختم مشدداً على “وجوب رفض خضوع الشؤون الرسولية للمصالح السياسية والاقتصادية، إذ إن العكس هو المطلوب، لا سيما لجهة استنباط إستراتيجيات سياسية واقتصادية تتناسب مع الرؤية الرسولية والحاجات الراعوية”.
الصياح
وألقى الصياح كلمة حيا فيها باسم راعي الاحتفال الحضور، لا سيما رئيس اللجنة والأعضاء، مثنياً على “العمل الكبير الذي ينجز”، وقال: “سيدنا مارون رائد ويظهر يوما بعد يوم كم إن رسالة الكنيسة مهمة في هذا القطاع”. وذكر بان “يسوع المسيح أتى أولا ليشفي”، واصفا عمل اللجنة بأنه “يسوعي بإمتياز”.
أضاف: “في الشفاء رحمة، إطلاقة جديدة للمريض، حيث يعطى أمل جديد بالحياة، ويحرر لكي ينطلق من جديد. فالشفاء والتحرر هما أساس رسالة يسوع المسيح التي تتكلل من خلال هذين البعدين بالرحمة الكبرى”.
وعاد بالذاكرة الى عظة ألقاها أثناء وجوده في الناصرة حول نص من لوقا يتناول رسالة المسيح: “روح الرب علي مسحني وأرسلني لأبشر المساكين”، وقال: “أصبح هذا البعد، بعد الشفاء والتحرير الدينامو المحرك لرسالتي، لذلك فهي تمسني”.
وأشار الى أن “اللجنة المذكورة غدت لحنة الصحة والبيئة كما ورد في رسالة البابا فرنسيس، فأنتم تحملون اليوم رسالة العمل من أجل البيئة”.
وقال: “نحن نتحدث عن الرحمة، لذلك لا نستطيع التغاضي عما جرى بالأمس في ضاحية بيروت الجنوبية”، طالباً من الحضور دقيقة صمت وصلاة “كي يضع الله الرحمة في قلوب الأشخاص الذين يقترفون كل هذا الخراب ويعطي القوة للجرحى والراحة لنفوس الشهداء، لتكون دماؤهم فداء الشعب اللبناني والوطن”.
حداد
وكانت مداخلة لحداد أعربت فيها عن رغبتها في “أن يترك التئام هذه الجماعة علامة- شهادة: معاً في الخدمة، الذي يمثل شعار قائمقامية المتن، والذي يعبر عن حضورنا لخدمة الإنسان، فشعارنا كإدارة رسمية والتي هي جزء لا يتجزأ من المجتمع المدني: معاً في خدمة الرسالة، أي نوع كان من الرسالة”.
وقدمت في الختام مجسم الشعار للمطران عمار وهو كناية عن جرس “يعبر عن الصوت الذي لا يبلغ الآذان فحسب وإنما القلوب أيضاً”، موجهة الدعوة الى “الإلتقاء كما اجتمعنا اليوم، ملتزمين ومحبين وأصحاب أياد بيضاء”.
وختم الإحتفال بقطع قالب الحلوى