انطلقت الرهبانية الكرملية في لبنان في “طريق النور” في يوبيل ال 500 على ولادة الراهبة الكرملية الحافية ومعلمة الكنيسة تريزا الأفيلية (1515- 2015)، بصحبة “عصا القديسة” التي كانت تتكيء عليها في مسيراتها التأسيسية من دير لآخر.
وكان ل”تيلي لوميار” حصة ضمن برنامجها، فوصلت إلى مبناها في الدورة برفقة الأبوين نهرا صفير وإيلي برمو، وقادت عصا تريزا الأسرة التي كانت في الاستقبال، إلى داخل المؤسسة على مثال الراعي الصالح، وتحلق الجميع للصلاة التي ترأسها الأب نهرا صفير، فعبق البخور وأفاح معه عطر قداسة الكرمل، وكأن بهذه العصا ببعدها العامودي تربط السماء بالأرض، وتجدد العلاقة بين الإنسان والله.
واوضح الأب برمو، وفي لقاء مع “تيلي لوميار”، أن “رمزية هذه العصا خارجية، ولكن في الوقت نفسه روحية بشكل كبير، بحيث أن كل إنسان مدعو أن يجدد إيمانه وعلاقته مع الله، وأن يكون بحركة دائمة ومسيرة شخصية معه”.
وعن تفاصيل زيارتها في لبنان، من 12 إلى 16 شباط، أشار إلى “رغبة الرهبنة الكرملية في العالم، أن تجول العصا على الأديار الكرملية، النسائية كما الرجالية، التي تأسست بعد تريزا الأفيلية فتضع فيها روح التجديد”.
لذا، ستزور العصا على التوالي: دير سيدة الكرمل في الفنار، ثم دير كرمل والدة الإله والقديس يوسف للراهبات الحبيسات في كفرمسحون، على أن تنطلق غدا إلى شمال لبنان تحديداً إلى دير الآباء الكرمليين في مجليا، فالقبيات، فبشري حيث دير مار يوسف حيث الدير الأول للآباء الكرمليين في لبنان والذي يعود إلى سنة 1643. لتتوقف الأحد في دير كرمل والدة الإله والوحدة في حريصا وتختم جولتها في دير سيدة الكرمل في الحازمية.
ووجه الأب برمو دعوة إلى “تيلي لوميار” التي تتهيأ ليوبيلها ال 25، داعيا إياها الى ألا يكون اليوبيل لتذكر التاريخ فحسب، وإنما للتجديد الروحي والشخصي لكي تستمر الرسالة وتبث التجديد بدورها في قلوب المشاهدين”.
وفي الختام، غادرت العصا وتابعت في جولتها تاركة رسالة من تريزا الأفيلية، إلى اللبنانيين والشرق أوسطيين، أن “لا شيء يعجز الله، مهما اشتدت العواصف وصعبت الظروف المحيطة، فيد الله قادرة على كل شيء”.