نُظمت في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان أمسية صلاة لمناسبة اليوبيل المريمي بحضور البابا فرنسيس الذي ألقى عظة قال في مستهلها إن الكنيسة شارفت على نهاية هذه السنة اليوبيلية، التي تُختتم في العشرين من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وأكد البابا أن رسالة المسيح في العالم تتمثل في القيامة والصعود والعنصرة لافتا إلى أن العنصرة كانت بمثابة تعبير عن رسالة الكنيسة على مر التاريخ، لغاية نهاية الأزمنة وذلك تحت إشراف الروح القدس.
بعدها توقف البابا فرنسيس عند أهمية تلاوة السبحة الوردية التي تشكل خلاصة تاريخ الرحمة لله والذي يتحول إلى تاريخ الخلاص لمن يستسلمون للنعمة. ولفت إلى أن الأسرار التي تمر أمامنا هي بوادر ملموسة ينمو فيها تصرف الله في حياتنا، مشيرا إلى أنه من خلال الصلاة والتأمل بحياة يسوع المسيح نرى مجددا وجهه الرحوم الذي يستجيب لمتطلبات الحياة الأساسية. وأكد البابا في هذا السياق أن مريم ترافقنا في هذه المسيرة، وتدلنا على الابن الذي تشع منه رحمة الله الآب. إن مريم هي الأم التي تدل على الدرب الواجب اتباعها كي نكون حقا تلاميذ المسيح، ومن خلال تلاوة السبحة الوردية نشعر بوجودها إلى جانبنا ونتأمل بها كأول تلميذة للابن عملت على تطبيق رغبة الآب.
هذا ثم أكد البابا فرنسيس في عظته أن تلاوة السبحة الوردية لا تبعدنا عن هموم الحياة، بل على العكس إنها تطلب منا أن نتجسّد في حياتنا اليومية كي نعرف كيف نستشعر بعلامات حضور المسيح في وسطنا. ولفت البابا فرنسيس إلى أننا تلاميذ المسيح، ونحن أيضا رسله في المكان حيث يريدنا أن نكون، لذا إننا مدعوون إلى مقاسمة محبته وحنانه وطيبته ورحمته مع الجميع، وهذا هو فرح المقاسمة الذي لا يتوقف أمام أي شيء، لأنه يحمل إعلان التحرر والخلاص.
مضى البابا إلى القول إن مريم تسمح لنا بأن نفهم معنى أن نكون تلاميذ المسيح، لأنها تعلمت كيف تكون تلميذة الرب الذي اختارها كي تكون والدته. فقد كانت مريم مطيعة لإعلان الملاك، وفتحت قلبها كي تقبل سر الأمومة وتبعت يسوع مصغية إلى كل كلمة خرجت من فمه. وقد حفظت كل شيء في قلبها وصارت ذكرى حية للعلامات التي قام بها ابن الله ليولّد فينا الإيمان.
واعتبر البابا أن الإصغاء وحده ليس كافيا، إذ إنه الخطوة الأولى، ولا بد أن يُترجم الإصغاء إلى عمل ملموس. فالتلميذ في الواقع يضع حياته في خدمة الإنجيل. لذا توجهت مريم مسرعة إلى نسيبتها أليصابات كي تساعدها، وفي بيت لحم ولدت ابن الله، وفي قانا اعتنت بالزوجين ولم تتراجع أمام الألم على الجلجلة وباتت أما للكنيسة وحثت الرسل بعد القيامة على إعلان الإنجيل بشجاعة. وأكد البابا فرنسيس أن مريم حققت في حياتها كل ما يُطلب من الكنيسة أن تحققه إحياء لذكرى المسيح الدائمة. ويمكن أن نتعلّم منها كيف نفتح أبواب قلوبنا كي نطيع الله وكيف نتنبه لاحتياجات الآخرين ونقدم العزاء للمتألمين.
إن مريم العذراء ـ قال البابا ـ تعبّر عن غنى الرحمة الإلهية التي تتجاوب مع احتياجات الكل في حياتهم اليومية. في ختام عظته طلب البابا من المؤمنين المحتشدين في الساحة الفاتيكانية أن يرفعوا الصلاة لمريم مرددين الكلمات التي وجهها إليها مسيحيو العصور الغابرة خصوصا في أوقات الشدة والاستشهاد.
إذاعة الفاتيكان
الوسوم :عظة البابا فرنسيس خلال أمسية صلاة لمناسبة اليوبيل المريمي