عقد امس مؤسس جمعية “سعادة السماء” الاب مجدي علاوي، في المركز الكاثوليكي للاعلام، مؤتمرا صحافيا، عن “الرحمة وكرامة الإنسان” تناول فيه “أهداف الجمعية والأعمال التي تقوم بها والطرق القانونية التي تحكم عملها”.
وشارك في المؤتمر مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، محامي الجمعية ميشال حنوش، والأمين العام جيرار شرفان. في حضور المحامية باسمة جرجس كامل وعدد من أعضاء الجمعية والإعلاميين والمهتمين.
أبو كسم
ورحب الخوري أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، وقال: “نجتمع اليوم في هذا المركز الكاثوليكي للإعلام من خلال مؤتمر صحافي يحمل عنوان “الرحمة وكرامة الإنسان”، لنبين عمل الكنيسة الإنساني والإجتماعي ونظهر هذا العمل بشكله الطبيعي، وخصوصا بعض الملابسات التي دارت عبر وسائل التواصل الإجتماعي وبعض وسائل الإعلام عما أتى بما أتى فيه، أن الكنيسة تقوم بأعمال المحبة في مقابل جلب الناس غير المسيحيين إلى حضن الكنيسة، هذا الأمر أكيد غير صحيح.
فالكنيسة وحتى المؤسسات التي يعنى بها رجال الدين المسيحيون ينتمون إلى الكنيسة الكاثوليكية الجامعة الرسولية، هناك جمعيات كثيرة كلها تعمل لأنها ترى في وجه المحتاج والفقير والمعوز والمظلوم وجه يسوع المسيح، هذه هي حقيقة أعمال المحبة التي تقوم بها الكنيسة، وما سيق في هذا المجال من إفتراءات هو في غير محله”.
وختم: “أريد أن أوضح للجميع: الكنيسة لا تعطي بيد وتأخذ بيد أخرى، الكنيسة هي عطاء مطلق، محبة مطلقة، هي فرح مطلق، وسند مطلق لكل المظلومين”.
شرفان
وقال شرفان: “جميعة سعادة السماء بدأت مع كاهن فقير معدم ليس عندو شبر أرض، كان على الطريق، تعرفت اليه على الطريق، وكنت شاهدا على الخيمة وكل من فيها. 6 شبان بدأوا المشوار، مدمنون وحالتهم قريبة من الموت. ميؤوس منها، لا تملك معدات ولا أدوية، لكن يسوع المسيح كان حاضرا. رحمة يسوع المسيح كانت كافية لتتأسس جمعية سعادة السماء”.
حنوش
ثم كانت مداخلة للمحامي حنوش، فقال: “تعرفت الى الأب مجدي علاوي والتقيته في ميديغورييه عام 2014 عندما كنت هناك في رحلة حج، لقاؤنا الأول كان أن تقدم مني الأب علاوي قائلا: “هناك عمل مطلوب منك والأم العذراء تدعوك.
ولأن عملنا في الجمعية نحرص فيه دوما على تأمين الغطاء القانوني له فتقدمنا بطلب تعديل أنظمة سعادة السماء الأساسي منها والداخلي منذ أكثر من 9 أشهر، حتى تاريخه لم نبلغ نقطة الموافقة النهائية لنيل العلم والخبر بعد التعديل المطلوب”.
وأضاف: “واجهتنا مشاكل كبيرة مبعثها كان عدم معرفة أصحاب القرار بحقيقة “سعادة السماء” وحجمها، لكن استطعنا تخطيها وتذليلها بعدما قمنا بتعريف المسؤولين الى “سعادة السماء” وحجمها الواقعي والفعلي والحقيقي، وما زلنا نتابع هذا المسار لأن المطلوب منهم الموافقات عديدون وفي كل مرة نعمل لمقابلتهم وإيضاح المسألة لتحقيق الموافقة ونيلها، وهناك الروتين الإداري الذي يهدر الوقت لإنجاز العمل الذي نحن في أمس الحاجة اليه”.
وتابع: “في مراكز سعادة السماء العديدة والمتخصصة لدينا اولاد لقطاء تسلمناهم بإشارة جانب النيابة العامة، ولدينا أحداث أيضا تسلمناهم بموجب قرارات قضائية صادرة عن القضاء المختص. إنه لا يوجد مطلق أي طفل أو حدث أو قاصر في “سعادة السماء” إلا إنفاذ لأمر قضائي، فنحن نعمل دوما ضمن حدود القانون والقضاء من دون تجاوز. لهذا نجد الاحترام والتقدير لمواقفنا لكوننا عنصرا مساعدا نعطي بلا مقابل”.
وقال: “في هذا السياق، نوضح أنه في الآونة الأخيرة واجهتنا عقبات كبيرة نجمت عن أن معظم الأحداث الموجودين لدينا هم من غير اللبنانيين وينتمون الى الطائفة الإسلامية، اعترض البعض على وجودهم لدى سعادة السماء وهي مؤسسة مسيحية أساسا بالرغم من أن عملها يتناول الإنسان من دون تمييز بجنسيته أو طائفته، أوضحنا موقفنا للمعترضين فكان العقال منهم متفهمين ونحن نتعاون معهم لنقل الأحداث الى دور إسلامية عبر القضاء المختص. أما من لا يريد أن يتفهم الموقف الحقيقي للمسألة فتابع مسار اعتراضه وتوسل الإعلام تارة والشارع طورا ونحن مستمرون في تذليل هذه العقبات بمحبة وضمن إطار القانون دون تجاوز.”
أضاف: “نحن في انتظار قرار معالي وزير الداخلية لدفع العلم والخبر التعديلي لسعادة السماء وإنجازه وإنهائه ونتوسم خيرا لأننا فعلا رجال خير ومحبة ورحمة وحاجتنا الى قرار معاليه الإداري لأن الأولاد اللقطاء لدينا باتت أعمارهم على مشارف بلوغها السنة، الأمر الذي يحتم، في حال تجاوزهم السنة، الدخول في مراجعات قضائية لإتمام قيدهم في سجلات النفوس والأحوال الشخصية. وهذا الأمر يستغرق جهدا ووقتا وكلفة يمكن توفيرها وإنجاز العمل إداريا في حال نيلنا العلم والخبر التعديلي في الأيام المقبلة”.
وتابع: “سعادة السماء” سجلت في دول عدة وباتت موجودة فيها وهي امتداد للجمعية الأم اللبنانية، هذا يدعونا الى الفخر من أن عملنا الشخصي امتد الى الخارج لنقل صورة عن الشعب اللبناني وتماسكه وتعاضده ونلقى في الخارج الترحيب الواسع والتأييد المطلق ونعمل أن ندعم هذا التوسع بأنظمة أساسية وداخلية تعكس فعلا حقيقة سعادة السماء من أنها تعنى بالإنسان وتهتم به طفلا وحدثا أو شيخا أو معاقا وتحيطه بالاهتمام وتسعى الى توفير الأفضل له على قدر ما لها”.
وختم: “نأمل من الجميع، وخصوصا من هم في موقع المسؤولية أن يبنوا مواقفهم من “سعادة السماء” بالاستناد الى الحقائق التي نحن مستعدّون لعرضها عليهم وإيضاحها، كما يمكنهم ان يزوروا مراكزنا في أي حين فيتلمسوا ويعاينوا بالذات حقيقة سعادة السماء، ونحن أكيدون أن بلوغ هذه المرحلة لن يجد أي صعوبات لأننا فعلا وحقيقةً وواقعا نعطي من دون منة أو من دون انتظار أي بدل ومن دون تفرقة بين إنسان وآخر ما يجعلنا مستعدين دوما للوقوف وعرض ما لدينا طالبين من الجميع مساعدتنا للأفضل”.
علاوي
ثم كانت كلمة الأب علاوي فقال: “أشكر الكنيسة لأنها هي صوت الإنسان وكرامته”.
تابع “لما رأيت طفلة صغيرة معربشة على ضهر شقيقها لتصل الى برميل الزبالة وتجد شيئا تأكله، لم أسالها: أنت مسلمة أم مسيحية. غمرتها هي وشقيقها وأخذتهما معي”. وأخذتهما معي فتحت أول مطعم مجاني للفقراء في برج حمود وكان الافتتاح برعايتهما”.
وأكد انه عندما “يهتم بيتيم او فقير او معوز، لا يسأله عن جنسيته او طائفته”.
وأضاف: “عندما يكون هناك وجع كثير، تسقط كل مفاهيم الدنيا الباطلة. عندما يكون هناك موت ومخدرات، تسقط الطائفية. عندما يكون اغتصاب وتشرد على الطرقات يسقط تعريف المسلم والمسيحي والدرزي، تسقط كل ديانات العالم، ليرتفع الإنسان”.
وتابع: “نعم الإنسان فوق كل شي، كرامته فوق كل شي، ونرفض ان يدخلونا في زواريب الطائفية، لأننا عندما ندخل في هذه المتاهات نضيع الطريق”.
وقال: “لطالما صرخت في وجه المسيحي الذاهب الى القداس لأنه لم يهتم بأخيه المسيحي النائم في البرد قرب حائط الكنيسة. لطالما صرخت بإسم الرحمة التي لا تعرف قانونا ولا تشريعا ولا ورقة إسمها هوية عليها خانة المذهب”.
ولطالما توجعت من كل اتصال كنت أتلقاه من قوى الأمن أو المخفر أو القضاء أو الأحداث حتى أذهب وأجيء بولد لديه مشكلة معينة واهتم به. كنت أشعر بأني ذاهب لرؤية يسوع وهو يجلد. والمشكلة عندما لا يكون لدي أماكن لهم. وأصلي حتى يساعدني ربنا لأحضنهم، وأوفر لهم مكانا ينامون فيه بكرامة. نعم، بكرامة، لأن هذا الولد كرامته عندنا أغلى من هويته. أغلى من فكرة “إبن فلان أو مكتوم القيد”. أغلى من لونه ومرضه ووجعه. كرامته أغلى من كل الاتهامات التي تطاولنا”.
وقال: “نعم كل شخص عندي في الجمعية هو مشروع قديس، أتعرفون لماذا؟ لأن القديس ليس ضروريا ان يكون مسيحيا؟ لأن كل قديسينا يشفون المسلم مثل المسيحي، لأن مار شربل يقصده المسلم والمسيحي، لأن الحب والإيمان ليسا محدودين فينا، حدودهما السماء!”.
وأضاف: “اليوم أعلن عن “لائحة الكرامة”. دفعنا ثمنها غاليا جدا. اليوم عندما أرى علي الذي كان على شفا الموت من المخدرات صار مديرا في شركة يكبر قلبي. عندما أرى طوني الذي كان يسرق ليدفع ثمن الكوكايين صار مديرا في مؤسسة أحس بأن رسالتنا ما راحت ضيعان. وهنا ايضا لا ترون الطائفية. ترون ان الحب انتصر، وأولادنا نالوا الشفاء وانتصروا على الموت.
هكذا بدأنا، هكذا سنكمل، وهكذا سنبقى. نريد رحمة لا ذبيحة، نريد رحمة لا أهدافا أرضية زائلة باهتة بلون طائفياتنا”.
وختم: “أطلق اليوم عام 2018-2019 أول ثلاث مدارس كاثوليكية مجانية في لبنان: 600 تلميذ في مدرسة الراعي الصالح الحديثة – الحدث ساحة الدباس، 600 تلميذ في مدرسة المواطن – النبعة – سن الفيل و200 تلميد في مدرسة سانت ريتا زحلة؛ والتأمين الصحي لأكثر من 1200 عائلة، ومركز علاج للأطفال في مستشفى زحلة، وللمرة الأولى مركز للكى؛ وشراء أرض في زحلة لإنشاء بيت الجمعية الرهبانية “نور العالم” وقريبا ستنطلق، وأغنية بعنوان “صدر الحكم” لجو شمعون وجوي خوري”. والشكر الجزيل للمطران عصام يوحنا درويس وللأخ نور على صلواتهما ودعمهما لجمعيتنا”.
وطنية