كتب بسام أبو زيد في نداء الوطن
يقترب لبنان قبل نهاية العام الجاري من معرفة ما إذا ستكون لديه اكتشافات نفطيةٍ وغازيةٍ تجارية، بالتالي لا مصلحة لـ»حزب الله» في تصعيد الوضع العسكري مع إسرائيل فهو أول المنتظرين لهذه الثروة وعائداتها.
وعند الخط الأزرق التصعيد صعب جداً لأنّ الوضع هناك محكوم بالقرار 1701 ولكن ذلك لم يمنع من استخدام فصائل فلسطينية تعمل برعاية الممانعة في عملية توتيرٍ محدودٍ من خلال إطلاق صواريخ عبر هذا الخط إلى داخل إسرائيل.
لم يتبق من ساحةٍ مفتوحةٍ في جنوب لبنان سوى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر، وقد كانت هذه الساحة تتمتع بالهدوء وبغيابٍ شبه كلي لأي نشاطٍ عسكري لـ»حزب الله» من أجل تحريرها كما وعد في العام 2000، ولكن اللافت أنّه وفور توقيع الاتفاق السعودي الإيراني في بكين والإتجاه إلى تسويات في اليمن وسوريا وغيرها من دول المنطقة حيث كان الصراع بين طهران والرياض، عاد الحديث عن العمل العسكري لتحرير تلك الأراضي المحتلة، وبدأت تحركات شعبية في تلال كفرشوبا ونصب خيمٍ في مناطق تدعي إسرائيل السيادة عليها، وردت إسرائيل بتغيير الواقع في بلدة الغجر ما أدى إلى تصاعد حدة التوتر فأصدر «حزب الله» بياناً يتعلق بما يجري في الغجر وتزامن البيان مع سقوط صاروخ على تخوم الغجر أطلق من لبنان ودلت الأصابع على الفلسطينيين لترد إسرائيل ببضع قذائف مدفعية.
قد يكون الفلسطينيون أو غيرهم وراء عملية إطلاق القذيفة، ولكن المؤشرات تدل على أنّ الجبهة من الغجر إلى مزارع شبعا مروراً بتلال كفرشوبا مرشحة للمزيد من الأعمال العسكرية وهنا يطرح السؤال: هل من ينفّذ هذه الأعمال سيبقى يلعب على حافة الهاوية؟ أم أنّه سينزلق إلى آتون النار فيشتعل الجنوب كبديلٍ عن جبهات أخرى في المنطقة يجري تبريدها؟