نظمت لجنة راعوية المرأة في الأبرشية البطريركية المارونية – منطقة جونيه، لقاء حول طاولة حوار مغلقة في دار المطرانية في أدما، بعنوان “إبراز المصابيح في عتمة هذا العالم، بإيصال الرجاء والثقة من خلال وسائل الاعلام” ( البابا فرنسيس)، شارك فيه النائب البطريركي العام على منطقة جونيه المطران انطوان نبيل عنداري، منسقة مكتب راعوية المرأة في الدائرة البطريركية الأم دومينيك الحلبي وإعلاميون ومخرجون وكتاب دراما، وفنانون ومساعدون اجتماعيون وأطباء وطلاب وممثلون عن الأجهزة الامنية والوزارات المعنية.
بعد النشيد الوطني، كلمة ترحيبية لمنسقة اللجنة فيفيان نادر السبريني، ثم كلمة للمطران عنداري قال فيها: “شئنا هذا اللقاء معكم اليوم، بمبادرة مشتركة من لجنة راعوية المرأة في الأبرشية والمطرانية، لنتقاسم الهموم والمسؤولية حيال مواضيع دقيقة وحساسة تطال شبيبتنا ومجتمعنا اللبناني. مبادؤنا المشتركة متعددة: “كل مواطنة ومواطن مسؤول عن حماية المجتمع، عن حماية القيم، عن حماية العائلة، عن حماية شبيبتنا، عن تعزيز ثقافة الحياة، عن مناهضة الإنحطاط الأخلاقي، عن تعزيز ثقافة الحياة، عن احترام حقوق الإنسان، عن تعزيز معنى الإلتزام والجدية والمسؤولية في الحياة، عن سلامة الطفولة، عن مواجهة العنف الأسري، عن مناهضة التراخي واللامبالاة… لنسلط الضوء على المسائل الإجتماعية وكيفية معالجتها. من أقوال قداسة البابا فرنسيس في هذا المجال من رسائله المتعددة والإرشاد الرسولي “فرح الحب”: لنبرز المصابيح في عتمة هذا العالم” لإيصال الرجاء والثقة من خلال وسائل الإعلام”.
اضاف: “الإعلانات، المسلسلات، النشرات الإخبارية، الأفلام الوثائقية إذا وجدت على ضآلتها، المقالات والمقابلات السياسية والإجتماعية والفنية هي لخير المجتمع وفائدة البشر، لا للتشويه أو الإساءة، عن قصد أو غير قصد. الإنسان ليس سلعة تباع وتشترى وتستغل. الإنسان ليس للمتعة والإستهلاك بل للحب والصداقة والعلاقة الإنسانية والإجتماعية السليمة. إن البرامج الترفيهية بإمكانها أن تكون رفيعة المستوى وغير مبتذلة، كالنكات السخيفة التي تتمحور حول الكلام البذيء والشتائم واحتقار الآخر والإمعان بالإيحاءات الجنسية”.
واكد عنداري ان “مجتمعنا بحاجة إلى المعرفة والتمييز بين الحق والباطل، بين الخير والشر. مجتمعنا بحاجة إلى مرجعية ومقاييس علمية وأدبية وأخلاقية ودينية لتوضيح الضوابط اللازمة لبناء الإنسان. مجتمعنا بحاجة إلى توعية سليمة وتوجيه صحيح. هل نترك للهموم الأمنية والضغوط الإقتصادية والمعيشية وحالة عدم الإستقرار أن تهدم الإنسان فينا؟ ان برامجنا بحاجة إلى أن تنتهي برسالة بناءة لا لتسويق أفكار هدامة”.
وسأل: “هل نجد في وسائل الإتصال والإعلام والإنتاج ميزة لبنان عبر التاريخ: الثقافة، الحوار، التلاقي، حضارة المحبة، كما يجب؟”، مشيرا الى “إن الأسس الدينية والإجتماعية والمساءلة والثواب والعقاب أمور تؤمن انتظام الحياة الإجتماعية. إنها تستند إلى مخزون القيم. فقيامتنا بقيمنا. ما من أحد (صاحب ضمير) يريد لنفسه ولغيره تفشي أوبئة الفساد، والمخدرات، والتعديات على أنواعها، والإتجار بالبشر. فالكذب ليس ملح الرجال، والتذاكي ليس في ضروب الغش والإحتيال”.
ورأى “ان هناك سلسلة قيم عامة ومشتركة يمكننا الرجوع إليها والإرتكاز عليها: كالحرية، والمساواة، والجدية، والفعالية، والعمل، وحماية العائلة وسواها من القيم التي ننطلق منها لتصحيح المفاهيم والإتفاق عليها لمعالجة أوضاعنا، وعدد بعضها:
-قيم العلاقة مع الآخر: الإنفتاح، الإصغاء، الصداقة، المشاركة، الكرم والسخاء، عمل الخير.
-القيم الشخصية: الإتزان، الثقة بالذات، الإستقلالية، السعادة.
-القيم الأدبية: العدالة، الكرامة، الأمانة، الجدية، المسؤولية.
-القيم المدنية: الإحترام، الصدق، النزاهة، التضامن، التسامح.
-القيم العائلية: الحب، الثقة، التربية، الحوار والتفاهم، المصارحة، المجانية، الصبر، الغفران.
-القيم الإجتماعية: العمل، الطموح، الشجاعة، الجهاد والكفاح، التعب والراحة، التسلية.
وقال: “صحيح أن نقل القيم هو من واجبات العائلة والمدرسة والأوساط التي نعيش فيها، ولكن الإنتاج الهادف: الثقافي والفني والإجتماعي والإعلامي له دور واسع وتأثير كبير علينا وعلى أولادنا. ان وجعنا اليوم، ومن دون اي خلفيات سياسية أو سواها: المقاومة الحقيقية هي في النضال لبناء الإنسان والتزام قضاياه، في بناء الوطن والمجتمع على أسس القيم. إن رقي بلادنا من رقي إعلامنا”.
طاولة الحوار
وقد أدار طاولة الحوار روبير فرنجية، وناقش المجتمعون دور واهمية البرامج التلفزيونية والمسلسلات المحلية والمدبلجة، ودور العائلة والمدرسة والكنيسة، وجرى التشديد على اهمية بناء مجتمع سليم يرتكز على الانسان الملتزم بالقضايا الوطنية والأخلاقية والدينية.
وطنية