عاد من برشلونة وفد المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع الذي شارك في اعمال الجمعية العامة للشبكة المتوسطية لمجالس الإعلام والمرجعيات الناظمة والذي ضم عضوي المجلس حسن حمادة وغالب قنديل بعدما اجرى اتصالات ولقاءات ثنائية ناقش فيها مع بعض الوفود المشاركة عددا من الملفات التي تخص الإعلام اللبناني.
والجمعية العامة التي عقدت هذه السنة في أسبانيا شهدت تنفيذ قرار اعتماد اللغة العربية كلغة رسمية في الشبكة إلى جانب اللغتين الإنكليزية والفرنسية، وقد تحدث الوفد اللبناني بالعربية التي كان لبنان وراء المطالبة باعتمادها وتكريسها رسميا منذ سنوات كما غابت إسرائيل عن الاجتماعات بعدما طاردها الوفد اللبناني خلال السنوات الماضية بمذكرات وبيانات وكلمات تناولت فضح اعتداءتها وجرائمها في فلسطين المحتلة ولبنان وسورية داعيا لإدانتها منذ انتساب المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع إلى الشبكة المتوسطية بعد تأسيسها.
واكد عضو الوفد اللبناني حسن حمادة على “اهمية قرار اعتماد اللغة العربية رسميا في الشبكة”، شاكرا “جهود الزملاء الذين ساهموا في تحقيق هذا الإنجاز وخصوصا من البرتغال وأسبانيا وإيطاليا واليونان والمغرب ومالطا وقبرص”، منوها ب”قرار أسبانيا التي نظمت الجمعية العامة بمباشرة تنفيذ القرار الذي اعتمد منذ سنوات خلال انعقاد الجمعية العامة للشبكة في قبرص وتناول حمادة قضية النزوح المدرجة على جدول الأعمال فانتقد محاولات تصويرها مشكلة اوروبية كما ورد في مشروع البيان الختامي بينما هي مشكلة عربية متوسطية عارضا ما يتحمله لبنان بدافع الأخوة مع سورية وفلسطين من نتائج وجود أشقاء هجرتهم الحروب العدوانية على الشعبين الفلسطيني والسوري والتي دعمتها حكومات اوروبية سواء في احتضانها للكيان الصهيوني ام في دعمها خلال السنوات الأخيرة لعصابات الإرهاب والتكفير التي استخدمت في العدوان على الدولة الوطنية السورية وذكر حمادة بأن ما تتحمله الدول الأوروبية من اعباء النزوح لا يعادل شيئا مما يتحمله بلد صغير كلبنان يحتضن ما يوازي نصف تعداد سكانه ولم يلق من الغرب سوى الوعود الكاذبة بالمساعدة مشددا على ان إرادة النازحين واللاجئين هي العودة إلى بلادهم وتحريرها من قوى العدوان والإرهاب التي ما تزال تحظى بالدعم والمساندة من قبل العديد من الحكومات الأوروبية والمتوسطية”.
عضو الوفد غالب قنديل قال في كلمته إننا “بكل أسف نتعامل مع النتائج ونتجاهل الأسباب فالنزوح الليبي هو نتيجة لتدمير ليبيا في عدوان أطلسي تم تزوير حقيقته وتصويره كثورة لم تجلب إلى ليبيا سوى الويلات والكوارث وجماعات القاعدة وداعش لنهب النفط اما النزوح السوري فهو نتيجة لحرب بالوكالة تديرها شبكة من الحكومات بدافع السيطرة الاستعمارية والنهب من خلال ضرب دولة مستقلة ومستقرة وتخريبها وهي حرب تستعمل ادوات خطيرة باتت تهدد العالم ونحن في لبنان نواجه هذا الخطر المتمثل بشبكات الإرهاب والتكفير كما نحمل قسطنا من عبء النزوح”، وأضاف متسائلا: ما هي علاقة الإعلام ومرجعيات الإعلام بكل ذلك؟، إنها مسؤولية مباشرة عن الجرائم الفظيعة التي ارتكبها الإرهابيون الذين وصفوا زورا بالثوار فماذا تقولون اليوم بعد اعتراف السيد جون كيري احد مديري تلك الحرب بأن ثوارهم لا يمكن تمييزهم عن محاربي القاعدة فمن يجرؤ من وسائل الإعلام على الاعتذار للشعب السوري وللرأي العام المتوسطي والعالمي عن ذلك التزوير المشين”، داعيا إلى “إجراء تحقيق ومراجعة شاملة لعمل وسائل الإعلام والمرجعيات الإعلامية التي صمتت على وسائل إعلام تورطت في ترويج رواية زائفة استعملت للتغطية على مجازر بشعة وعمليات تدمير إجرامية لبلد مهم في حوض المتوسط هو سورية وفي ظل الكلام الشائع والمنافق عن محاربة الإرهاب”، وداعيا الإعلام “لفضح الدول التي دعمت الإرهابيين ووسائل الإعلام التي زورت الحقائق ومراجعة دور المرجعيات الناظمة في التصدي لسلوكيات إعلامية غيرمهنية وغير موضوعية واستعملت موادا مفبركة”.
وختم قائلا إن “هذه المراجعة حيوية جدا بعدما كشفت الانتخابات الأميركية سقوط كذبة الإعلام الحر وفضحت حقيقة وجود قوى سياسية واقتصادية ومالية مهيمنة تفبرك الأخبار والانطباعات وتفبرك استطلاعات الرأي لتضليل الرأي العام وللتحكم بإتجاهاته”.
وفي حصيلة النقاشات تمت الاستجابة لمطالبة الوفد اللبناني بتعديل البيان الختامي حول قضية النزوح كما “اعتمدت اقتراحات الوفد في بند مناهضة التمييز ضد المرأة في وسائل الإعلام وفي الإعلانات التجارية وتبنت الجمعية اقتراح لبنان العمل لإعداد الشبكة تقريرا سنويا شاملا عن مؤشرات التمييز ضد المرأة في الدول الأعضاء”.
وطنية