يتقدم الأهل في الهيكل ويقدمان الى الكاهن يمامتَين أو كانتا حمامتَين؟ يستقبل الكاهن الذبيحة، يعطي الوالدة الحلة ويكرس الطفل. يخضع اللّه من خلال ابنه للشريعة لكي يحررنا ويجعلنا أبناءه الاحبة. هكذا تنتهي أولى مسيرات العهد الجديد وتتحقق الأزمنة.
لقاء النور
وفجأة يظهر رجل من العهد القديم كان ينتظر منذ وقت طويل تعزية اسرائيل، حارس على الازمنة الجديدة سيرى الفجر أخيراً، رجل صالح دفعه الروح القدس وها هو يتأرجح نحو قصة اخرى. يمثلنا سمعان الشيخ في هذه المسيرة التي أخذت شكل لقاء مع اللّه. أخذ الولد البكر بين يدَيه ليرى من خلاله الخلاص الآتي للشعوب. فهل أعماه نور الأمم الذي يحرقه من الداخل ويدهش مريم ويوسف؟
توقفت المسيرة واستحالت صليباً بعد الفرح. إن هذا الطفل الصغير هو مخلص العالم. بارك سمعان الأبوين وكشف للوالدة وكأنه يبشرها بأن ولدها سيكون علامة تفرقة وبأن رمحاً سيخترق قلبها. سيكون يسوع سراً بالنسبة لها شأنه شأن كل طفل بالنسبة لوالدَيه. إلا أن السر يزداد ثقلاً عندما يكون الطفل اللّه بذاته. تجذر الفرح في الصليب فالحب لا يمنع الألم. وسيكون على كل واحد ان يعلن إذا ما كان مع ابن اللّه أو ضده. وإزاء هذه المأساة التي تتكشف، تنكشف أيضاً الأفكار السرية.
تقترب نبية طاعنة في السن من الزوجَين وتدخل المسيرة. فتبارك الرب وتشير للباحثين عن النور الى الطفل. وبعد ذلك، وعلى مر القرون، وفدٌ كبير يذهب للقاء الابن الحبيب. وأصبحت المسيرة عيد الأنوار، استعراض للشموع المباركة حيث تترنح الشعلة مع الأرواح المرتجفة فرحاً.
Aleteia