في عيد البشارة تجتمع كل الأطياف اللبنانية على إكرام الأم السماوية و بين الخلفيات المختلفة تبرز فضيلة الحوار.
والسيدة بذاتها أقامت حواراً مع الملاك المُبشر. كانت لتستطيع أن تصمت خوفاً أو رهبة أو حتى تسليماً مسبقا، ولكنها بدأت تسأل: “كيف يكون لي هذا؟” وكان توضيح الملاك لها:”الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك…” وبين السؤال الإستفساري و روح الإنفتاح السماوي ثقة تتبلور…
ومن “كيف يكون هذا؟” إلى ‘فليكن’: لحظة حاسمة تبرز فيها فضيلة أخرى : الإيمان!! فرغم ان عذراء الناصرة أدركت انها لن تفهم تماما “كيف”؛ إلاّ أنها بثقتها بخطة الله و قدرته ، قبلت رغم الغموض فأعطت عالمنا الخلاص!!
فيسوع لم يسرق إنسانيته كما سرق بروميثيوس النار من السماء؛ أنما في يوم البشارة ذاك، قدمت حواء الجديدة الإنسانية هذه، كهدية لواهب كل العطايا… “مما هو له قدمته له”: فإلتقت الأبدية بالزمن و في أحشائها إنحنت السماء على الأرض وبنشوة صلاة و محبة و تواضع تكوّن مكوّن الكون جنينَ خلاصٍ للبشرية المتألمة!!
في يوم البشارة نصلي ليدرك الجميع البشرى الخلاصية الكامنة في عظمة محبة الله و تواضعه الذي يقابله وداعة أمته الواثقة!!
عندما يتوّج الإيمان الحوار تصبح عجيبة ومؤثرة عبارة “ليكن لي كقولك”، تسبب لنا المتاعب: ففي كنفها درب الصليب ولكن أيضاً في خفاياها بشارة الحياة…
بقلم أنطوانيت نمور / زينيت