“مَنْ تُرَاهُ ٱلوَكِيلُ ٱلأَمِينُ ٱلحَكِيمُ..”
إنجيل القدّيس لوقا .44 – 35 : 12
قالَ الرَبُّ يَسوعُ: «لِتَكُنْ أَوْسَاطُكُم مَشْدُودَة، وَسُرْجُكُم مُوقَدَة.
وَكُونُوا مِثْلَ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُم مَتَى يَعُودُ مِنَ العُرْس، حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَع، فَتَحُوا لَهُ حَالاً.
طُوبَى لأُولئِكَ العَبِيدِ الَّذينَ، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُم، يَجِدُهُم مُتَيَقِّظِين. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يَشُدُّ وَسْطَهُ، وَيُجْلِسُهُم لِلطَّعَام، وَيَدُورُ يَخْدُمُهُم.
وَإِنْ جَاءَ في الهَجْعَةِ الثَّانِيَةِ أَوِ الثَّالِثَة، وَوَجَدَهُم هكذَا، فَطُوبَى لَهُم!
وٱعْلَمُوا هذَا: إِنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب.
فَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَها!».
فَقَالَ بُطرُس: «يَا رَبّ، أَلَنَا تَقُولُ هذَا المَثَل، أَمْ لِلْجَمِيع؟».
فَقَالَ الرَّبّ: «مَنْ تُرَاهُ ٱلوَكِيلُ ٱلأَمِينُ ٱلحَكِيمُ الَّذي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُم حِصَّتَهُم مِنَ الطَّعَامِ في حِينِهَا؟
طُوبَى لِذلِكَ العَبْدِ الَّذي، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُ، يَجِدُهُ فَاعِلاً هكذَا!
حَقًّا أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ مُقْتَنَياتِهِ.
التأمل: “مَنْ تُرَاهُ ٱلوَكِيلُ ٱلأَمِينُ ٱلحَكِيمُ..”
الوكيل الأمين يمثل البشرية بكل ضعفها ونقصها وعدم كمالها. اختاره يسوع من الوسط الاجتماعي العادي، في بيئة ينعدم فيها الحراك الاجتماعي. اختار الضعفاء ليخزي الاقوياء، اختار البسطاء ليخزي الفهماء والحكماء، اختار فقراء الروح ليخزي الممتلئين من ذاتهم. اختار وكلاءه من الفئات المهمشة ليؤكد لهم وللعالم أنهم بقوته هو “يشفون المرضى، يقيموا الموتى، ويطهروا البرص، ويطردوا الشياطين”(متى 10/ 8).
أليس بين الوكلاء:
– الخائن الذي باعه بثلاثين من الفضة، ثمن تحرير العبد في ذلك الوقت.
– العشار، الذي سمح لنفسه أن يكون عميلا للرومان على حساب أهله وشعبه، من أجل مركز زائل أو ربح غير مشروع.
– المتقلب برأيه وموقفه والضعيف الذي ينكره ويتهرب منه عند أول مواجهة..
– الشكاك الذي يدقق في كل شيء ويستفسر عن كل شيء، ولا يصدق الا اذا وضع اصبعه!!!
اختارهم كعينة تمثل البشرية بكل نقصها وضعفها ليغيرهم أولا ومن خلالهم يغير العالم كله الذي يصبح خليقة جديدة.
ارتكزت استراتيجية يسوع في العمل الرسولي على حمل “فكره” والعمل “بقوته” حسب امكانياته هو وليس حسب امكانيات أحد من البشر.
أعطى يسوع وكلاءه مجانا كل ما لديه من سلطان، ليعطوا هم بدورهم “بشرى الملكوت” مجانا، “مجانا أخذتم، مجانا أعطوا”. وللتشديد على مجانية الرسالة أوصاهم ألا “يحملوا نقودا، لا ذهبا ولا فضة ولا نحاس” كي لا يقعوا في فخ عبادة الاموال، فتصبح هدفا لعملهم وسعيهم، الامر الذي يقودهم الى “الزحف” وراء الاغنياء لنيل رضاهم، فيهملون بذلك الفقراء ويخسرون الرحمة.
أليست محبة المال أصل كل الشرور؟ اذا استطاع المال أن يعطي “ضمانة” للوكيل، يخف بذات الفعل اتكاله على الله. وتفتر بقلبه المحبة والغيرة الرسولية.. هذه هي الاشكالية التي رافقت الكنيسة منذ نشاتها:”الله والمال لا يلتقيان”.
اذا اتكل الرسول على “الله”، لن يخاف من عدو يهاجمه، ولا من حيوان مفترس، لا جوع ولا فقر، لن يتراجع مهما كانت الظروف، لأن الرب سيدبر كل شيء.”لا تحملوا هما فأنا أحميكم” (عز 8 / 21 ).
اليتيا
الوسوم :عيد القدّيسة أكويلينا الجبيليّة