وجه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك البطريرك غريغوريوس الثالث معايدة بعيد الفطر السعيد الى “الإخوة المسلمين الأحباء في العالم العربي وفي العالم أجمع”، جاء فيها:
“بعبارات التبريك والمحبة والمودة ومشاعر الأخوة الصادقة، أتوجه بهذه الرسالة إلى إخوتي المسلمين الأحباء في العالم العربي وإلى المسلمين في العالم أجمع وبنوع خاص إلى القادة، ملوكا وأمراء ورؤساء دول، بمناسبة ختام شهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد.
يأتي العيد في أوضاع صعبة مأساوية تلف العالم بأسره، وبنوع خاص العالم العربي، ولا سيما سوريا الحبيبة والعراق المتألم وفلسطين وغزة الجريحة بنوع خاص! ناهيك عن باقي الدول العربية في المغرب العربي ومصر واليمن والخليج وفيها كلها تسيل الدماء ويعم الدمار وتهدم بيوت عبادة الله، الجوامع والكنائس، وتهتك حرمات الإنسان وتداس كرامته وحريته ومشاعره، وتدك معالم حضارتنا الإنسانية والدينية الإيمانية والفنية والأدبية! مع العلم أنها حضارتنا المشتركة الإنسانية والعربية والمسيحية والإسلامية التي بنيناها معا مسلمين ومسيحيين وعشناها معا بحب وود واحترام متبادل وسماحة وإباء وكرم وشرف وأخلاق رفيعة على مدى مئات السنين، بالرغم من ظلال وغيوم سوداء هنا وهناك، وفي تواريخ معروفة لدى الجميع، وتخطيناها بشجاعة وسماحة وتسامح وغفران ومحبة. وتابعنا المسيرة معا وأكملنا مشوار الحياة معا والعيش معا والبناء معا والإعمار معا.
إننا نهنئ إخوتنا المسلمين بحب وإخلاص ونترحم على أرواح الضحايا التي تسقط يوميا وتضرج ساحات وشوارع ومعابد وبيوت مدننا وقرانا وحارات أحبائنا، ولا سيما الأطفال والنساء والأبرياء والعزل، مسيحيين ومسلمين! الذين تختلط دماؤهم كما تعانق تاريخهم وحضارتهم ومعالم إبداعهم وأدبهم وشعرهم وعمارتهم وجمال معابدهم وجوامعهم وكنائسهم وصروح عمارتهم الأدبية والمعمارية والإنسانية.
إننا نناشد إخوتنا المسلمين في هذا العيد بأن يتوحدوا لكي ينقذوا الإسلام والمسلمين من أعداء يتربصون بهم، في الداخل والخارج، في العالم العربي والعالم الإسلامي وفي العالم أجمع. ونريد أن نؤكد لهم أننا معهم ومثلهم حريصون كل الحرص على صفاء الإسلام ونقاء قيمه وسماحة تعاليمه. إننا نحن المسيحيين العرب المدافعون الأكثر صدقا عن الإسلام ونعرف أننا في السراء والضراء معا، نحافظ معا على تراثنا المشترك وحضارتنا وتاريخنا. فالمسلمون ضمانة المسيحيين والمسيحيون ضمانة المسلمين. ولذلك نطلق صرخة مدوية في ضمير العالم العربي والأوروبي والعالمي، لكي نقف وقفة واحدة مشتركة قوية فعالة صامدة أمام التيارات التكفيرية التي تغزو بلادنا العربية وتشوه صورة الإسلام وتتسبب في هجرة المسيحيين وقتلهم وإذلالهم وهدر دمائهم وسحق وجودهم وإخلاء العالم العربي من وجودهم وإفقار المجتمع الإسلامي من عطائهم وخدماتهم ومدارسهم وجامعاتهم ومؤسساتهم وكل إسهاماتهم في تاريخ المشرق العربي مهد الديانات والحضارات.
إننا كبطريرك عربي مؤمن بهذا العالم العربي والإسلامي ومحب له وغيور على كرامته، نضم صوتنا إلى أصوات إخوتنا البطاركة والقادة الروحيين وإلى صوت قداسة البابا فرنسيس، ومع المجلس الباباوي للحوار بين الأديان نهنئ إخوتنا المسلمين بهذا العيد المبارك قائلين لهم: “لنعمل معا إذا من أجل بناء جسور سلام وتعزيز المصالحة لا سيما في المناطق حيث يعاني المسلمون والمسيحيون معا من أهوال الحرب. ولتلهمنا صداقتنا دائما على التعاون في مواجهة التحديات الكثيرة بحكمة وتنبه. وهكذا يمكننا الإسهام في التخفيف من حدة التوترات والصراعات معززين الخير المشترك. وسنظهر هكذا بأن الديانات يمكنها أن تكون مصدر انسجام يعود بالفائدة على المجتمع بأسره. ولنصلِّ لكي يبقى السلام والمصالحة والعدالة والنمو في طليعة أولوياتنا من أجل خير ورخاء العائلة البشرية برمتها!”
ونردد عبارات عهدنا المسيحي الإسلامي المشترك:
1 – يجب أن نبقى معا مسلمين ومسيحيين لكي نبني عالما أفضل لأجيالنا الطالعة ومستقبلنا المشترك.
2 – يمكن أن نبقى معا مسلمين ومسيحيين لكي نبني عالما أفضل لأجيالنا الطالعة ومستقبلنا المشترك.
3 – ونريد أن نبقى معا مسلمين ومسيحيين لكي نبني عالما أفضل لأجيالنا الطالعة ومستقبلنا المشترك. وكل عام وأنتم بخير”.
وطنية