” ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن … لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِلّهِ ولِلمال ” ( متى ٦ : ٢٤ و لوقا ١٦ : ١٣ )
إنّ الرّب يسوع المسيح المعلّم الإلهي ، حثّنا في تعاليمه على اختيار نيره اللّطيف و حمله الخفيف ( متى ١١ : ٣٠ ) بدلاً من اختيار نير العبوديّة الثقيل ، وذلك كمثل طبيبٍ حكيم يُعْلِمُ مرضاه بالحسنات الّتي قد يجنونها من خلال اتّباعهم لنصائحه واستعمال أدويته والأخطار الّتي سوف تواجههم في حال عمل العكس . كما حثّنا الرّب على أن نشهد عن حبّنا له من خلال احتقارنا للخيرات الأرضية الزّائلة … وقالَ لنا إنّ الشرور التي تُسبِّبها لنا الثّروات ليست اجتذاب السارقين فحسب ، إنّما ملء نفوسنا بالظلمات الكثيفة أيضًا .
فالجرح الكبير الذي تُحدثُه الخيرات الأرضية هو إبعادنا عن خدمة الرّب يسوع المسيح وتحويلِنا إلى عبيدٍ لسيّدٍ أناني وفاقد الحسّ . ” لا تَستَطيعونَ أن تَعمَلوا للهِ وللمال “.
لنَرتَجفْ ونخاف ، لكوننا ومع الأسف نرغم يسوع المسيح على ذكر المال وكأنّه إله عدوّ لله.
سؤال نطرحه على أنفسنا : ” ألم يكن الآباء الأقدمون أثرياء ؟ ” ، لقد كان لإبراهيم وأيّوب خيرات كثيرة ، فهل كانت فضائلهم أقل بسبب ذلك ؟
الجواب : أقول لكم يا أحبائي إنّنا لا نتكلّم عن الأغنياء الذين كانوا يملكون الثروات ، بل عن الذين تركوا تلك الثروات تَتملّكهم وتسيطر عليهم . كانَ أيّوب غنياً ، لكنّه كانَ يستخدمُ المال لمساعدة الآخرين ولم يكنْ يخدمُه . كان سيّدَ المال ، لا عبدَه .
لقد استعمل خيراته لكي يساعد الفقراء والمرضى والمحتاجين … كان يعتبر خيراته كمخزنٍ يقوم بإدارته بضميرٍ حي ، وكان يعتبرُ نفسه موزِّعًا للخيرات ، لا مالكًا لها… لذا، لم يحزنْ قطّ حين خسرَها. ولذلك قال : الرّبُ أعطى والرب أخذ فليكن اسمُ الرّب مباركاً من الآن وإلى الأبد.
Zenit