أقيم قداس في كنيسة سيدة الإنتقال للروم الملكيين الكاثوليك ترأسه الأرشمندريت جان فرج وحضره العقيد الركن جورج رزق ممثلا قائد الجيش، النقيب وسام الحداد ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي، مرسيل ابو رجيلي ممثلة المدير العام للدفاع المدني، رئيس اتحاد بلديات الجرد الأعلى – بحمدون رئيس بلدية صوفر يوسف شيا، رؤساء بلديات القرى المحيطة وممثلي بلديات ومخاتير وحشد من الحضور
وبعد الإنجيل، ألقى فرج عظة قال فيها: “يسرني أن نحتفل بهذه الكنيسة بذكرى عيد الصليب، هذه الكنيسة التي نرى فيها كل عام تحسنا بهمة الشباب الذين يساهمون في الترميم الله يوفقهم ويبارك بهم وإن شاء الله تبقى كل معابدنا عامرة”.
وأضاف: “انجيلنا اليوم يظهر لنا وجه الله، القديس يوحنا يقول “هكذا أحب الله العالم حتى انه بذل ابنه الوحيد”، إذا الله كله محبة، ما أجمل هذه التسمية لله ان يكون الله محبة، وكم نحن نفتقد هذه المحبة وخصوصا في هذه الأيام، لذلك الصورة الجميلة التي يبرزها الإنجيل كله يجب أن تفرح كل قلوبنا، والمحبة ليس لها دين، هذا القلب ليس له دين كم من أناس يحبون بعضهم بعضا من كل الاجناس والأديان، كما الموسيقى ليس لها دين المحبة لا دين، هذه المحبة التي أعطانا إياها الله أظهرها لنا ليس حتى هو فقط يعيشها، إنما ليجعل كل إنسان على وجه الأرض يعيش المحبة، لهذا نحن نحتفل بذكرى هذا الصليب، عند المسيحيين نحن إذا كان شيء مقدس فهو قمة ديانتنا المسيحية لأنه يجعلنا نشاهد قمة المحبة. المحبة هذه زوادة حتى يعود كل الى منزله حاملا بقلبه المحبة وليس فقط حاملها، لكن يجب أن يعيشها، المحبة عطاء والمسيح يدعونا اليوم يدعو كل إنسان الى أن يعيش محبة مهما كان دينه ولذا نحن اليوم ندعو الى هذه المحبة، المحبة التي تجمع كل القلوب ونحن نريد أن نعيش وليس نعايش ، نريد أن نعيش هذه المحبة”.
وتابع: “يجب ان نتطلع هذه الايام الى هؤلاء الشباب في ساحة الشهداء يصرخون، الى من نتطلع؟ نتطلع الى هؤلاء المسؤولين ومن أين ستأتيهم النجدة ومن أين سيأتي التغيير؟ ومن ستأتي الحياة الجديدة للبنان، ننطلق ونعتز بأننا نحن دولة محترمة، اذا ما رفعنا نظرنا الى فوق لن تأتينا المعونة، فاذا نحن في أمس الحاجة الى ان نرفع قلبنا الى فوق، كلنا نتعذب اهل الجبل كأهل بيروت والشماولالجنوب والبقاع جميعنا نعيش في نفق اسود، الله خلق لنا هذه المحبة حتى نعيش ونفرح بهذه الحياة، وليس ان نتمرمغ بهذه الزبالة والمشاكل والقتال. هذا في لبنان، واذا تطلعنا الى جيراننا هذا التقاتل والاجرام الشيخ وحيد البلعوس الذي نعزيكم به، هذه الاغتيالات ما هذا هذه محبة؟ عندما تسود الحرب والبغض والقتال هذا معناه ان الله غائب، عند حضور الله هناك التناغم والسلام والمحبة”.
وقال: “نحن في حاجة الى ان نصلي وندعو ونعلي صوتنا على قدر ما نستطيع لوطننا لبنان ليحمي جيشنا وقوى امننا الذين يستشهدون ونصلي ليعود المخطوفون بسلام الى أهلهم ويعودوا لنا، هؤلاء ابناؤنا لانهم هم رمز وطننا، كذلك نصلي لهؤلاء الابرياء وللعائلات البريئة التي تموت في سوريا والعراق، ليس يوجد شيء ينهض بلد سوى المحبة، لا اميركا ولا روسيا ولا الشرق والغرب يستطيع ان يساعدنا، نحن يجب ان نساعد بعضنا اذا ارتهنا لغيرنا وضعنا المحبة جانبا وأصبحنا لعبة بين ايديهم. نحن لا نريد ان نكون لعبة، شاهدنا على الشاشات اهلنا في هذا الشرق كيف يقفون صفوفا لكي يستقبلهم احد في الخارج وارضنا لنا ونحن يجب ان نعيش في هذه الارض ونحبها ونبقى مسمرين فيها، ليس من اعذار، فاذا ابتدأنا من بيتنا نعيش بسلام وبمحبة ونستطيع ان نعيش في قريتنا ومنطقتنا ووطننا ونستطيع ان نبني وطنا”.
اليوم نريد ان نصلي على هذه النية، اليوم نريد ان نصلي نحن بحاجة اليوم خاصة، ونتعجب كيف ان قوى الامن تضرب المتظاهرين، ما ذنب هؤلاء؟ هل هم الدولة والفاسدون والسارقين، هم موظفون مساكين بالكاد ينتظرون آخر الشهر حتى يقبضوا معاشاتهم ولا يعطونهم المعاش الذي يستحقونه، كم نحن يجب ان تكون لدينا هذه المحبة، المحبة تبني والبغض يدمر”.
وختم: “لنا الحرية ان نختار ماذا نريد، أن تختاروا ماا تريدون؟ نريد ان نعيش بسلام ومحبة وامان، دعونا نحب، نريد تدمير وطننا وهم يحاولون اشعاله رويدا رويدا وكل مرة اكثر والله يسترنا من ان يشتعل وطننا ونعود الى الوراء يكفينا الذي شاهدناه وعشناه والذي يحصل دلالة على الحرب، نريد ان نطلب من إله السلام نطلب من الذي صلب وضحى بحياته ان يكون فدية عنا جميعا ونطلب من الرب ان يحميكم جميعا”.
وطنية