استضافت رعية بترومين رئيس دير سيدة حماطورة الارشمندريت بندليمون فرح في حديث روحي، في كنيسة السيدة، اثر صلاة النوم الكبرى التي ترأسها بمعاونة كاهن البلدة الاب حنانيا القطريب والاب جورج اسبر في حضور شخصيات وحشد من المؤمنين من المنطقة والجوار.
استهل فرح اللقاء بالحديث عن صلاة النوم الكبرى التي ترفع للمرة الاخيرة خلال هذا الصوم الاربعيني، لتباشر بعدها صلاة اسبوع الالام. واشار الى ان “آباء الكنيسة جمعوا الصلوات التي كانت تختلف قديما من منطقة الى اخرى، وجعلوها ثلاثة اقسام، وهي تتركز على الرجاء. اذ ان جميع المزامير التي تتلى تختتم بالرجاء، لتشجع المؤمنين على الاتكال على الرب رغم كل الصعاب”.
وتطرق الى القراءات المتضمنة ذكر “والدة الاله المتشفعة دائما لدى الخالق لخلاصنا. بحيث اننا عندما نصلي اليها نطلب ثلاثة امور اساسية الاولى ان تكون معنا دوما وتحفظنا، الثانية ان تحمينا من الارواح الشريرة، والثالثة ان تتشفع بنا يوم الدينونة”.
وشدد على “ان ذكر الموت في المسيحية لا يعني اليأس والترهيب بل معرفة ان هناك نهاية وحياة جديدة بعد الموت في الملكوت السماوي. اذ ان ذكر الموت يعطينا رجاء واملا بالحياة الابدية، وشجاعة الى ان نستمر ونصل الى تسبيح الرب مثل الملائكة والقديسين”.
واكد انه “في اساس فكر الاباء والرسل في الاناجيل والرسائل لا احد يخلص الا بشفاعة والدة الاله. وعلى الانسان ان لا يلتهي بالمشاكل الارضية، والكراهية والحقد وابراز انجازاته والتباهي بها، انما عليه ان يفكر بعلاقته مع الله، اذ انه دون هذه العلاقة ليس بمستقل وحر كما يعتقد. لذلك جميع امكانياتنا ونجاحاتنا ومواهبنا المعطاة من الله ليست مدعاة للفخر والتبجح بل لتمجيد الله وتقديم محبتنا للاخرين لنستحق الكرامة”.موضحا “ان التجارب الايجابية في الحياة تأخذنا نحو النجاح والاستمرارية وتبعدنا عن الفشل والسقوط في الخطايا”.
واستعرض خصال والدة الاله، وتشفعها لدى الخالق لخلاص البشري. وركز على “انها امنا وهي تفرح روحيا ان الجميع يحب ابنها بما يعني انهم يحبون الخلاص الذي في سبيله قبلت ان تلد ابن الله، وقد تحدت مجتمعها، وواجهت الصعاب برحابة صدر وطاعة كاملة. لذلك نكرمها لنتمثل بها”.داعيا الى “الصلاة الحارة لتنظيف افكارنا ومخيلتنا من كل الهواجس والشهوات الدنيئة. وان تبقى قلوبنا مستيقظة، متنبهة، لا تنام كي لا تضيع بمتاهات الحياة ويقوى عليها الشيطان”.
واعتبر “ان الانسان المؤمن عليه ان يتمثل بايوب في الصبر والطاعة وتخطي التجارب بايجابية، لينتصر على الشيطان المتربص له في الغضب والحقد والكراهية”.
وختم :”على ان اتكالنا يبقى على الله ووالدة الاله، وكما ان يسوع يلخص كل الجنس البشري بجسده فالسيدة العذراء ايضا تلخص بالامومة كل الجنس البشري. ويبقى رجاؤنا ان نكتسب عادة الصلاة وندخل اسبوع الالام باستعداد وتوبة صادقة وقلوب نقية خالية من الاخطاء لنستحق ان ندخل الفصح ونشارك باليوم الخلاصي”.
وطنية