ألقابٌ كثيرةٌ أُطلقت عليه، صورٌ كثيرةٌ أُخذت له، أذانٌ صاغيةٌ فُتِحَت له، صلاةٌ قلبيةٌ رافقته، تعاليمٌ كنسيةٌ واجتماعيّةٌ وحياتيّة سُمِعَت منه، تواضعٌ يوميٌ تعلَّمناه منه، تبادلٌ للقبَّعات أجراها، العالم بأجمعه سَمِع اسم فرنسيس.
لقد أتى القديس فرنسيس الأسيزي، راهباً، فقيراً، مؤسِّساً، متواضعاً، مكرِّساً ذاته لله تعالى في أوائل الألفيّة الأولى؛ وها هو حاضرٌ الآن الذي أشرفنا بقدومه، البابا فرنسيس الأول، في بداية الألفيّة الثانية حاملاً معه كلمة الله المتجسِّد بكريزما جديدة، بروحٍ متجدِّدةٍ، بتقرُّبٍ أبويّ، ببسمةٍ ملؤها الأمل، بكلمةٍ محورها القداسة والتقديس وبحبٍ أخويّ كما أحبَّنا يسوع المسيح باذلاً ذاته من أجلنا.
الجميع عرفه من أوَّلِ ليلةٍ أطلَّ فيها من شرفة ساحة مار بطرس في حاضرة الفاتيكان. الرؤوساء الروحيين شاركوه في خدمته الكنسيّة، الرهبان والراهبات رافقوه بتكرِّسهم للربّ، الشيوخ انتظروه أمام الشاشات والإذاعات، الشباب استمعوا إليه كصوت المسيح الحيّ، الأطفال حَمَلوا صوره، المثقفون قرأوا تعاليمه، اللامؤمنون ارتدوا إلى الإيمان، البعيدون تقرَّبوا من خالقهم.
استعمل الوسائل البسيطة للنقل، فاجأ العديد بتصرفاته، نقل الإنجيل من الكلمة إلى الحياة اليوميّة، غمر المريض كالأب الحنون، مسح دمعة الحزين مانحاً الأمل، أبرق بالرسائل لأبسط الأشخاص… كلَّ هذا جرى خلال سنة واحدة.
في ذكرى انتخابك الأول، يا أيها الحبر الأعظم، ما لنا إلَّا أنّ نشكر الله الذي منحنا إياك صورةً حيّةً للمسيح في هذه الألفيّة وأن نشكرك شخصيّاً لكلّ ما قمت وتقوم به، حافظين وعدنا لك بالصلاة من أجلك، كما تطلب دائماً مِن الجميع: “صلّوا من أجلي”.