نشر موقع جريدة “الشمس الكاثوليكية” (The Catholic Sun) الصادرة عن أبرشية فينيكس في ولاية أريزونا الامريكية، نقلاً عن “خدمة الأخبار الكاثوليكية”، مقالةً بتاريخ 1 شباط 2019 بعنوان: “البابا ينظر إلى حوار القديس فرنسيس مع السلطان المسلم قبل 800 عام”، وهو يتّجه في زيارته الحالية إلى أبو ظبي في الامارات العربية المتحدة وزيارته المقبلة إلى المغرب في أواخر آذار القادم.
ووجدتُ صورةً رائعة تبيّن القديس فرنسيس الأسيزي في لقائه التاريخي مع الملك الكامل الأيوبي، سلطان مصر عام 1219، ولقاء قداسة البابا فرنسيس مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان عام 2019. بين الصورتين 800 عامًا ولكنها تنقل صورةً مشتركة عن اللقاء الأخوي بين الأديان.
ونقل الموقع عن الأب مايكل بيرّي، الرئيس العام لرهبنة الفرنسيسكان، مقتطفات من رسالة طويلة كتبها في شهر كانون الثاني الماضي بمناسبة مئوية هذه الزيارة، ويصف فيها كيف سافر القديس فرنسيس إلى مصر خلال الحروب الصليبية، ووصل إلى معسكر الجيش الصليبي، بين مسيحيين كانوا قد تعلّموا بعد سنوات من التبشير وبسبب خطابات الحرب المقدسة، أن يزدروا المسلمين. وكان المسلمون يسخرون من شخص القديس فرنسيس لأسباب عدّة، وخلال وجوده في المعسكر اعتبروه عدوًّا وليس حاملاً للسلام. ولكن اللقاء مع السلطان غيّر الفكرة تمامًا لدى المسيحيين والمسلمين وأصبح نموذجًا رمزيًا للحوار بين الأديان وهو اللقاء الأول من نوعه في التاريخ.
ووصف الأب بيرّي القديس فرنسيس بأنه إنسان “مليء بالروح ولا يملك شيئًا. عبَرَ خطوط الحرب، وهو غير مسلّح، ليطلب لقاءً مع السلطان”، ولقي فرنسيس حفاوةً كبيرة لدى السلطان ومن ذلك الوقت بدأت إرسالية جديدة للإخوة الفرنسيسكان في الأراضي المقدسة التي كان السلطان مسؤولاً عنها، وأصبحوا حرّاسًا لها.
ويختم الرئيس العام وهو يخاطب رهبانه ويدعوهم للاحتفال بهذه السنوية ويتذكرون كيف “فتح نور الإنجيل قلب إنسان ليرى صورة الله في شخص كان يُنظر إليه بخوف وعدم ثقة، أو حتّى أسوأ، بل تمّ حثه على الكراهية”. ويدعو الرهبان إلى ثقافة “اللقاء” مع المسلمين: معرفتهم وإن بطرقٍ بسيطة “بكوب من الشاي وببعض الصداقات الاجتماعية” وأن يروا فيهم حبّ الله للبشر.
إنها شهادة رائعة يعطيها لنا أيضًا قداسة البابا فرنسيس بتواضعه وبساطته المعهودة، ويعلّمنا من خلالها ثقافة اللقاء مع الآخرين المختلفين عنّا في الدين والمعتقد والآراء، فاللقاء وحده يكسر الحواجز بين البشر ويبني السلام الحقيقي.
اليتيا