في أسبوع مضى، كنا نتذكر وجهاً بهياً غاب عنا هو وجه الإمام موسى الصدر. الوجه المنوّر الداعي إلى الاعتدال والعقل والحكمة والحوار، والعيش المشترك والانفتاح على المسيحية وقيمها وعلى الإسلام وقيمه. واليوم، فقدنا وجهاً بهياً رائعاً وعقلاً منوّراً رائداً، هو هذا الحبيب الصديق هاني فحص الذي لحق في هذا الزمن الصعب بجميع المنوّرين الذين نحن بحاجة إليهم. كان يميّزه هذا العقل النير الذي تكلم عنه ابن رشد، وكان يميزه هذا الفكر الذي تكلم عنه ابن خلدون، مع التحولات التقدمية الريادية الاجتماعية، على رقة وطيبة ومحبة.
يشع حناناً وصداقة ونبلاً وكرماً. إنّه في الحقيقة أعتبره من الأولياء أو المرسلين الحاملين شهب الخير والمحبة والسلام لهذا الوطن الحبيب الذي سيفتقده ويفتقد معه كثيرين من الأحباء الذين غابوا. لكننا استعضنا بانتخاب المفتي الجديد الاعتدال. قال كلاماً رائعاً منذ يومين وقد هزنا وهز مشاعرنا الطيبة كلام رئيس الوزراء تمام سلام، في كلمته مع بقية المتكلمين الآخرين من المطران بولس مطر إلى ممثل الموحدين الدروز إلى الشيخ عبد الأمير قبلان. في الحقيقة، كأن الله يعطينا نعمة مكان نعمة، أدعو له بالرحمن، وأدعو له أن يلتقي مع جميع الأحباء أمام الرحمن الرحيم الذي تكلم عنه وحمل معه راية الحكمة والاعتدال والعقل النير والجرأة في قول الحقيقة.
الأخبار