إن كان الله لا ينسى العصافير، فكيف ينسى الإنسان؟ وكم كانت عظيمة هكذا الابديَّة أنها لاتنسى حتى العصفور الصغير، وأيضاعدد شعور رؤوسنا ليس مخفيًا أمام علمه، فكم يُحسب بالأكثرمن يظن أن الرب يجهل القلوب الامينة والمؤمنة، أو يتجاهلها..؟
رفع مرنم المزمور هذه الصلاة: ”لا ترفضني في زمن الشيخوخة، لا تتركني عند فناء قوتي… وأيضاً إلى الشيخوخة والشيب يا الله لا تتركني، حتى أخبر بذراعك الجيل المقبل وبقوتك كل آت“ (مزمور 9:71 و18)، والرب يرد على كاتب المزمور بكلماته الثمينة: ”إلى الشيخوخة أنا هو، وإلى الشيبة أنا أحمل“.هو إله العمر كله. حملني من المهد وسيحملني إلى اللحد.
صلاة المزمورمن الآيات (17-24): “اللهم قد علمتني منذ صباي والى الآن اخبر بعجائبك. وأيضًا إلى الشيخوخة والشيب يا الله لا تتركني حتى اخبر بذراعك الجيل المقبل وبقوتك كل آت. وبرك إلى العلياء يا الله الذي صنعت العظائم. يا الله من مثلك. أنت الذي أريتنا ضيقات كثيرة ورديئة تعود فتحيينا ومن أعماق الأرض تعود فتصعدنا. تزيد عظمتي وترجع فتعزيني. فأنا أيضًا أحمدك برباب حقك يا الهي. أرنم لك بالعود يا قدوس إسرائيل. تبتهج شفتاي إذ أرنم لك ونفسي التي فديتها. ولساني أيضًا اليوم كله يلهج ببرك. لأنه قد خزي لأنه قد خجل الملتمسون لي شرًا.”
يؤكد لنا الرب يسوع “لا تخافوا أنتم أفضل من عصافير كثيرة ” (لو12/7)
فوداعاً أيها القلق.. اخرُجْ من عقلي.. فمن له هذه المواعيد العظمى والثمينة.. ومن يضع ثقته الكاملة فيها.. لا مكان للقلق في عقله، بل هناك سلام كامل.
وأما أنتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة“ (متى 30:10).
الرب أحصى شعر رأسي؟ لقد كان شعر رأسي غزيراً في صباي، وتساقط الشعر مع الزمن.. ولكن الرب أحصى شعر رأسي، ومعنى هذا أنه يهتم بدقائق حياتي.. وبغير شك إن الذي أحصى شعر رأسي يعتني بأموري الصغيرة والكبيرة، فلا داعي للقلق.
حين يعتريك القلق انظر في المرآة إلى شعر رأسك وقل: إن الذي أحصى شعر رأسي يهتم بحاضري، ومستقبلي.. يهتم بأولادي وبناتي.. يهتم بكل أحوالي.. وعليَّ أن أثق فيه بكل قلبي.
كرّر الرب مرتين في حديثه لتلاميذه أنهم “أنتم أفضل من عصافير كثيرة”:
في المرة الأولى قال: “أليس عصفوران يباعان بفلس؟ وواحد منهما لا يسقط على الأرض بدون أبيكم.. فلا تخافوا. أنتم أفضل من عصافير كثيرة” (متى 10/29-30).
وفي المرة الثانية قال: “أليست خمسة عصافير تباع بفلسين، وواحد منها ليس منسياً أمام الله… فلا تخافوا. أنتم أفضل من عصافير كثيرة” (لوقا 12/ 6-7).
صـــــــــلاة :
اهدني يا رب طريقًا أبديًا وإسندني لأن لطفك عجيب، ما أعظمك رفيق وضامن أمين لسلامة مسيرة أولادك ومختاريك مدى الحياة، فلا تحجب وجهك عني، في غربة هذا العالم إلى أن أدرك الأرض التي وعدت بها محبيك.
سهل طريقي أمام وجهك وأهديني واكشف عن عيني لأبصر عجائبك وأحكامك الحلوة التي هي لخيري، وعلمني أن أعمل من أجل الإرادة الصالحة، لأنك أنت العامل في يا مخلصي الحبيب.