ديك “النهار” يصدح لقاضٍ يطرد الذئاب من حمى الأمير.
هذا العنوان يستحضر بداهةً “ذكريات ثلاث”، لولبها الغائب الحاضر الكبير الحبيب غسان تويني.
1 – مقال له نهار 28 نيسان 2006، “… أين القضاة الذين يطردون الذئاب؟”.
2 – “في حمى الأمير”: عنوان مقال في “النهار” للصحافي الكبير المغفور له ميشال أبو جودة عن اغتيال الوزير السابق نعيم مغبغب وهو في طريقه الى مؤتمر للمغتربين دعا اليه الرئيس فؤاد شهاب في قصر بيت الدين أوائل الستينيات.
3 – هجمات ذئاب تتكرّر على امتداد مسرح الوطن، بما فيه بيت الدين، نأمل أن يردعها القضاة.
الذكرى: الأولى:
كانت موضوع مقال لكاتب هذه السطور في 9/5/2006: “عين ديك النهار” تدمع على قاضٍ يطرد الذئاب”. القاضي المقصود هنا، هو القاضي إميل أبو خير “رحمه الله” رئيس سابق لمحكمة التمييز ومجلس القضاء الأعلى وابن بيت الدين، وهو القاضي الشاعر الذي أطلق على ديوانه الأخير اسم الذئاب “الذئاب التي لم تقدر على إرهاب القاضي، بعدما تصدّى كرئيس محكمة عسكرية عام 1949 لإجماع العسكر على المطالبة بحكم الإعدام للأبرياء”.
(غسان تويني)
الذكرى الثانية:
تنقلنا الى حصول تعدٍّ آثم على الصحافي ميشال ابو جودة انتقاماً لما جاء في مقاله الشهير: “في حمى الأمير” (بيت الدين) تعليقاً على ما حصل في المؤتمر المذكور.
الذكرى الثالثة:
هجمات ذئاب تتكرر على امتداد مسرح الوطن تناولت، في ما تناولته، بيت الدين بالذات التي تتعرّض منذ سنوات طوال من أحد أبنائها المسؤولين، ويا للأسف، لتعدّيات على القوانين، وعلى حقوق الغير، إضافة إلى رفض تنفيذ القرارات الصادرة عن المراجع الرسمية المختصة لقمع مخالفات البناء.
تعدّيات تستحضر قولاً شعرياً مأثوراً يحكي عن جرو ذئب متروك حضنته نعجة وأرضعته، ولما كبر افترسها، يقول الشاعر:
شربتَ حليبها ورضعتَ منها ومن أنباك أن أباك ذيب
إنّ بيت الدين وهي بلدة قاضٍ هو شاعر صديق لصحافي عملاق كبير غاب، غسان تويني، قاضٍ يطرد الذئاب. بيت الدين هذه واثقة بأنّ القضاء الذي ينظر اليوم في هذه التعديات هو نفسه القضاء الذي أعطى العدالة في لبنان قاضياً من بيت الدين يطرد الذئاب.
عندئذٍ فقط يعود ديك “النهار” يصدح فرحاً لقاضٍ آخر يطرد الذئاب من أرض بيت الدين.
الرئيس الفخري لنادي بيت الدين
النهار