ويقول دييغو مارتن (34 عاما) الذي يترأس المراسم، هذه السنة كما فعل قبله جده وعمه: “لا نعلم بالضبط الفترة الزمنية التي يعود اليها هذا التقليد. جدي يقول انه كان موجودا ايام جد جده، يقال انه يرجع الى 300 او 400 عام”. ممتطيا جواده “فييل” (اي الوفي)، تقدم مارتن موكبا من 150 فارساً، اندفعوا على احصنتهم عند هبوط الليل في اتجاه النيران. قبل ذلك، حصلت الجياد على البركة، ثم انطلقت فوق مواقد النيران الموزعة في البلدة، بعد تضفير ذيولها واعرافها بعناية في شكل جدائل منعا لاحتراقها. ومع تقدم الامسية، رشت المياه على المواقد، فتصاعد منها الدخان، الذي يقول التقليد انه يطهر الحيوانات. وتفيد ليبرتاد غوميث، وهي فارسة شابة في العشرين تشارك في “لومينارياس” منذ كانت في السابعة، ان “آفة انتشرت وقضت على كل جياد البلدة. ومنذ ذلك الحين، نقوم بهذا الاحتفال من اجل تطهيرها وحفظها من كل الآفات، طالبين شفاعة القديس”. غوميث من النساء القليلات اللواتي شاركن في موكب ضم عشرات الفرسان الذين جالوا في ازقة البلدة المعبدة، متنشقين “دخان القديس” المتصاعد من المواقد. وفي نهاية المطاف، لف الدخان البلدة، محولاً الفرسان وجيادهم اشباحا. الجميع متمسك بهذا التقليد، والجميع ينفي ان تكون الجياد تعاني، ردا على انتقادات كثيرة صادرة عن المدافعين عن الحيوانات. ويقول مارتن: “فرسان كثر يرخون العنان ويدعون الحصان يختار. فاذا رفض القفز، لا يفعل، ويمر بجانب الموقد”. ويتدارك: “الحصان لا يعاني. لم يحصل ان واجهنا اي حادث، باستثناء سقوط حصان او جموحه. لكن ليس بسبب النيران. هذه الحيوانات ملك لنا، ونحن اول الحرصاء على الا يصيبها مكروه”. ويؤيده ايغور فييا، وهو مروض محترف في الاربعين. “الحيوانات تشعر احيانا بالخوف. الامر رهن بالحصان. لكن لا خطر عليها”، مؤكدا وهو يمتطي جواده الرمادي “انني آتي للمشاركة كل مرة اتمكن من ذلك”. في الازقة، تجمع مئات الاشخاص للفرجة، وبعد ساعة من القفز فوق ألسنة النار، امكن جياد سان بارتولومه ان تستريح، وقد تطهرت… حتى السنة المقبلة.
النهار