منذ العام 1946، تحتفل «منظمة الأمّم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ـ اليونسكو»، في 13 شباط/ فبراير، «باليوم العالمي للإذاعة». يأتي الاحتفال هذا العام تحت شعار «الشباب والإذاعة»، وذلك بهدف تحفيز مشاركة أكبر لهذه الفئة في مجال الإذاعة، ليس فقط كمستمعين، بل كمعدّي برامج ومذيعين.
«على الرغم من تمثيل فئة الشباب لأكثر من 40 في المئة من سكان لبنان، يفشل الراديو في الكثير من الأحيان بنقل أصواتهم وآرائهم حول مختلف قضايا المجتمع. من هنا تركيز اليونسكو في هذا العام على أهمّية تخصيص برامج للشباب، ومُعدّة من قبل الشباب»، يقول جورج عواد وهو مدير وحدة الاتصال والإعلام في مكتب اليونسكو في بيروت. ولمناسبة هذا اليوم، تعاونت منظمة اليونسكو مع جامعة «سّيدة اللويزة» وإذاعة «صوت لبنان» (93.3 أف أم)، لإنتاج برنامج إذاعي فريد من نوعه، كان روّاده طلابا جامعيّين غير محترفين، بعضهم لا يملك أيّة خبرة إعلامية أو معرفة مسبقة في أسلوب التحضير الإذاعي. بعيدًا عن السياسة المحليّة، أضفى المخرجون الجدد رونقا خاصا على هذا البرنامج، فكان بمواضيعه المتنوّعة أشبه بمجلّة ثقافية تفتقد لها الإذاعة اليوم. كما ناقشوا معلومات وهواجس عكست ما يمرّون به كشباب لبنانيين في الوقت الراهن». واعتبر عوّاد هذه المبادرة بمثابة «نموذج مثالي للشبان والشابات في لبنان لإيصال صوتهم والتعبير عن وجهة نظرهم بحريّة».
وتعلّل اليونسكو، كما العديد من الصحافيين والخبراء، غياب البرامج التي تركّز على شؤون الشباب بعيداً عن القوالب النمطية من موسيقى وترفيه، بغياب العنصر الشبابي في الجانب الاحترافي الإعدادي من العمل الإذاعي.
فيشير لوران بوايو، وهو صحافي وعضو في رابطة الصحافيين المستقلّين ومؤسس مشارك في ورشة الإعلام في ليون، الى أن «الصحافة الإذاعية هي مهنة تفتقر إلى الاستقرار. فندخلها بعمر الشباب ونتركها بعمر الشباب أيضاً»، معتبراً أن عدم الاستقرار يؤثّر من دون شك في عدد الشباب الذين يدخلون سوق العمل هذا. وتشير دراسة أجراها مرصد مهن الصحافة في العام 2013 إلى أنّ 68 في المئة من الصحافيين الذين تقل أعمارهم عن 26 عاماً هم صحافيون مستقلّون، ويستمرّ هذا الرقم في الارتفاع. فقد ارتفعت نسبة هؤلاء الأشخاص من 50 في المئة في العام 2009 إلى 60 في المئة في العام 2010.
إلى ذلك، يترك عدم الاستقرار والاستثمار المتدنّي في مجال الصحافة الإذاعية آثارا سلبية على مسألة سلامة الصحافيين الشباب العاملين في هذا المضمار. ففي حين تعتمد الكثير من المؤسسات الإعلامية مراسلين شبابا من دون أي تحضير مسبق أو تدريبات ملائمة وفي أماكن خطرة ولاسيّما مناطق النزاعات، حوالي 20 في المئة من ضحايا الصحافة في العام 2014 هم من العاملين في مجال الراديو.
] يبثّ البرنامج عبر أثير «صوت لبنان» (93.3 أف أم) عند الساعة 12:30 بعد ظهر اليوم
السفير