بولس، المعروف بـ”المعترف”، انتُخب لهذا المنصب وسط مقاومة شديدة من الأريوسيّين، إلّا أنّه وقف بجرأة المسيح وبغيرة رسله مدافعًا عن الإيمان الكاثوليكيّ بدون تعب، صابرًا على كلّ الضّعوط والأكاذيب الّتي لفّقها ضدّه هؤلاء، والّذين أبعدوه مرارًا عن كرسيه.
خرج بولس عن صمته وعاد من منفاه غير آبه بغضب الملك قسطنديوس الأريوسيّ مع تفاقم البدع الأريوسيّة بخاصّة تلك المناهضة لألوهيّة الرّوح القدس. فعاد يقف بوجه مخالب الشّرّير ويقي أبناءه فساده وسمومه، ويطرد عنهم شبح الضّلال والشّكّ ويثبّتهم في السّراط المستقيم.
أمام جرأته هذه، أمر الملك بأسره سرًّا درءًا لفورة الشّعب؛ فنفّذ المأمورون الأمر وقيّدوه بالسّلاسل وأعادوه إلى منفاه مرّة جديدة.
إثر توالي الأحداث، علا صوت بولس ووصل إلى آذان بابا روما يوليوس الأوّل الّذي عقد مجمعًا خاصًّا سنة 347، أسفر عن تطبيق الحرم على الملك والأساقفة الأريوسيّين. وعاد بولس إلى رعيّته مكرّمًا مبشّرًا قبل أن يُهاجم للمرّة الأخيرة ويُنفى إلى جبال أرمينيا الصّغرى حيث ذاق الجوع والحرّ والبرد، متمسّكًا بإيمانه، قابلاً بمشيئة الله، معتكفًا على الصّلاة حتّى لفظ أنفاسه الأخيرة سنة 351.
نور نيوز