لِمَ يكرّم المسيحيون الكاثوليك الموتى في شهر تشرين الثاني؟ كُرِّس هذا الشهر منذ القرن الرابع عشر من أجل الصلاة على نية الموتى واعتمدته الكنيسة جمعاء بحسب ما كتب توماس روزيكا على موقع زينيت القسم الإنكليزي. كل الموتى هم عائلتنا وأقربائنا وجيراننا وأصدقائنا وأجدادنا الذين قبلوا الله في حياتهم وتشاركوه مع الآخرين على الأرض ويتابعون القيام بذلك أمام عرش الحمل في السماء.
لهذا السبب هم مباركون ويبثّون فينا الأمل لنؤمن ونجاهد ونعيش. إنّ تذكار الموتى وشهر تشرين الثاني هما مصدر عزاء لكلّ واحد منا. عندما نؤمن باتحاد القديسين معنا نشعر بالقرب ممن ماتوا ونجد الأمل في أوقات الحزن والأسى. عندما نصلّي على نية الموتى المؤمنين يزيد الإيمان والمحبة فينا؛ ننجذب إلى الابن بمحبة أكبر.
سجّل مرّة الكاردينال جوزف برناردين من شيكاغو في كتابه بعنوان “عطية السلام” قبل أسابيع من ملاقاة العريس السماوي وفي ختام شهادته الخاصة دوّن: “سألني العديد من الناس أن أخبرهم عن السماء والحياة الثانية. كنت أبتسم أحيانًا أمام هذا الطلب عندما أتصوّر نفسي متّحدًا بالله وكلّ ما رحلوا قبلي، كنت أنشىء رابطًا بيني وبينهم ذاكرًا ذلك في كتابي.
يوم سافرت مع شقيقتي وأمي إلى موطن أهلي في توناديشو دي بريمييرو في إيطاليا الشمالية، شعرت وكأنني لطالما كنت هناك. فبعد أن أمضيت سنوات في تفحّص ألبوم صور والدتي، عرفت تلك الجبال والأرض والبيوت والناس وما أن دخلت إلى الوادي حتى قلت: “آه يا إلهي، أنا أعلم هذا المكان. أشعر وكأنني في منزلي”. وأظنّ أنه بطريقة أو بأخرى عندما نعبر إلى الحياة الثانية سنشعر وكأننا في المنزل”.
وختم قائلاً: “لنمضِ حجّنا الأرضي مفتكرين بالسماء على الدوام حتى نعبر أخيرًا الحياة الثانية فلن تكون الصور والمشاهد التي نراها بعد غريبة. لنصلِّ على نية ذلك فنقول: “يا ربّ، أنا أعلم هذا المكان. أنا أشعر أنني في المنزل”.
زينيت