لمناسبة انعقاد الجمعية العامة الـ 92 لهيئة رواكو المعنية بمساعدة الكنائس الشرقية استقبل قداسة البابا فرنسيس قبل ظهر اليوم الاثنين المشاركين في هذه الجمعية العامة. وحيا في كلمته الكاردينال ليوناردو ساندري عميد مجمع الكنائس الشرقية وأعضاء المجمع والحضور جميعا الذين يجمعهم الاهتمام بحاضر ومستقبل الكنائس الكاثوليكية الشرقية. تحدث البابا فرنسيس بعد ذلك عن الفرص التي توفرت له مؤخرا للتعرف على واقع يرتبط بعمل ضيوفه، فأشار إلى زياراته الرسولية إلى رومانيا وبلغاريا ومقدونيا الشمالية، وفي المقام الأول إلى يوم الصلاة والحوار في 7 تموز يوليو 2017 في باري الإيطالية مع “أخوتي بطاركة الشرق الأوسط” حسب ما قال قداسته.
ثم قال قداسته لضيوفه إن مداخلات الجمعية العامة ستساعدهم على الإصغاء إلى صرخة كثيرين سُلبوا الرجاء، وأضاف أنه يفكر بحزن في مأساة سوريا والغيوم الكثيفة التي يبدو أنها تتشكل فوقها مجددا في بعض المناطق محذرا من خطر أزمة إنسانية أكبر. ولكن إن كانت قلوب البشر مفتقدة للإحساس، واصل قداسته، فإن قلب الله الذي يجرحه العنف والكراهية بين مخلوقاته هو قادر دائما على التأثر والعناية بالبشر بحنان وقوة أب يحمي ويرشد. ووصف البابا هنا بخطيئة رياء مسؤولي الدول الذين يتحدثون عن السلام بينما يبيعون السلاح. ثم انتقل للحديث عن العراق مؤكدا تفكيره في هذا البلد، والذي يريد زيارته السنة القادمة حسب ما ذكر، راجيا أن ينظر العراق إلى الأمام من خلال مشاركة سلمية ومشتركة في بناء الخير العام لكل مكونات المجتمع بما في ذلك الدينية، وألا يسقط هذا البلد مجددا في توترات. هذا وتحدث البابا فرنسيس أيضا عن أوكرانيا راجيا أن يجد سكانها السلام، ثم انتقل للحديث عن الأرض المقدسة فأعرب عن الرجاء في أن تبذل جميع الأطراف المحلية والدولية جهودا صادقة ليتم قريبا بلوغ تعايش سلمي في احترام لجميع من يسكنون هذه الأرض. هذا وتحدث قداسة البابا فرنسيس أيضا عن صرخة مَن هم في فرار مكدَّسين على مراكب بحثا عن الرجاء، وذلك بدون أن يعلموا أية موانئ يمكن أن تستقبلهم في أوروبا التي تفتح موانئها في المقابل للسفن التي تحمل أسلحة متطورة ومرتفعة الأسعار قادرة على التسبب في دمار لا يدِّخر حتى الأطفال.
وتابع البابا فرنسيس حديثه إلى ضيوفه مشيرا إلى أنهم وإلى جانب الصرخات سيستمعون أيضا خلال الجمعية العامة إلى أصوات رجاء وتعزية، وذلك في إشارة إلى أعمال المحبة التي لا تكل والتي تُظهر وجه الكنيسة وتساهم في جعلها حية منميةًّ الرجاء للأجيال الشابة بشكل خاص. ودعا في هذ السياق ضيوفه إلى العمل في الدول والظروف التي يقدمون فيها مساعداتهم كي يتمكن الشباب من النمو في إنسانية متحررين من الاستعمار الايديولوجي، بقلب وذهن منفتحَين مثمِّنين جذورهم الوطنية والدينية، متطلعين إلى مستقبل سلام ورخاء لا يترك أحدا في الخلف ولا يميز أحدا.
وفي ختام كلمته إلى المشاركين في الجمعية العامة لهيئة رواكو المعنية بمساعدة الكنائس الشرقية تحدث الأب الأقدس عن السلام بين إثيوبيا وإريتريا، ثم ذكّر بالنداء إلى الأخوّة الصادقة والمحترِمة للجميع التي تدعو إليها وثيقة الأخوّة الإنسانية التي وقعها في أبو ظبي مع شيخ الأزهر. ودعا قداسته إلى نشر رسالة هذه الوثيقة والعمل للحفاظ على الأوضاع التي تعيش هذه الرسالة منذ سنوات، وأشار قداسته هنا بشكل خاص إلى المدارس والجامعات ذات الأهمية الكبيرة في لبنان والشرق الأوسط. ثم شكر البابا فرنسيس ضيوفه على عملهم وأكد صلاته من أجلهم طالبا منهم أن يصلوا من أجله.
اخبار الفاتيكان