صلاة المسبحة الوردية مفتاح هزيمة بوكو حرام
“في أواخر السنة الماضية، كنت في الكنيسة أصلّي ورديّتي أمام القربان الأقدس، عندما ظهر لي فجأة الرب”. بهذه الكلمات، بدأ الأسقف النيجيري أوليفر داشي دويمي حديثه لموقع catholicnewsagency.com الإلكتروني، وقد نقله إلينا ألان هولدرن عبر مقال نشره الموقع المذكور. وتابع الأسقف الذي أكّد أنّ الله يطلب إليه أن يقود الآخرين لصلاة المسبحة الوردية إلى أن تختفي المجموعة الأصولية بوكو حرام: “في بداية الرؤيا، لم يقل يسوع شيئاً، لكنّه مدّ لي سيفاً. وحالما استلمته، تحوّل إلى مسبحة”، مضيفاً أنّ يسوع قال له ثلاث مرّات: “بوكو حرام ستختفي”.
وتابع الأسقف حديثه قائلاً: “لم أكن بحاجة إلى نبيّ ليشرح لي معنى الرؤيا، إذ من الواضح أنّ التخلّص من بوكو حرام سيكون ممكناً عبر صلاة الورديّة”. لكنّ الأسقف لم يشأ أن يخبر أحداً، إلّا أنّه شعر أنّ الروح القدس يدفعه إلى ذلك. فبدأ بإخبار كهنة أبرشيّته، ليصل إلى إخبار المشاركين في مؤتمر WeAreN2015 الذي حصل في العاصمة الإسبانية مدريد بين 17 و19 نيسان الماضي، وكان الهدف منه جمع الأفكار للحفاظ على الوجود المسيحي حيث يتمّ اضطهاده. وقد صرّح أمام مئات من أولئك المشاركين: “يظنّ الإرهابيّون أنّهم بحرق كنائسنا وأبنيتنا، سيقضون على المسيحية. أبداً!”
ومع إنجاز الأسقف داشي “جولة مصالحة” ضمن جماعات أبرشيّته بهدف تعزيز المسامحة وتثبيت الإيمان، يعتقد دويمي أنّ يسوع طلب إليه نشر صلوات الورديّة لمساعدة الأفراد على ذلك. ويضيف الأسقف قائلاً: “قد يتطلّب الأمر أشهراً أو بضعة أعوام… لكن بوكو حرام انتهى أمرها. إنّ الصلاة، بخاصّة صلاة الوردية، هي ما سينتشلنا من مخالب شيطان الإرهاب، وهي بالطبع تنجح”.
من ناحية أخرى، قال الأسقف داشي إنّه يكنّ الحبّ الشديد لأمّ يسوع مؤكّداً أنّه لا مزاح معها. “أعرف أنها هنا معنا”. كما أنّه ليس الأسقف النيجيري الوحيد الذي وضع مستقبل البلاد بين يديها، بما أنّ “مؤتمر أساقفة الأمّة” كرّس البلد لها مرّتين في السنوات الأخيرة. ويعتقد داشي أنّ أبرشيّته ستتعافى يوماً ما وتعاود ازدهارها بفضل شفاعتها.
غنيّ عن القول إنّ مجموعة بوكو حرام أصبحت معروفة عالميّاً لقيامها بأعمال إرهابية، وبإعلان ولائها للدولة الإسلامية التي تشنّ حملات دامية في سوريا والعراق، لكن من الجدير بالذكر أنّ الأسقف داشي هو راعي أبرشيّة مايدوغوري في ولاية بورنو شمال شرق نيجيريا، حيث يقيم ويعمل. وفي هذا السياق، ودائماً بحسب مقال ألان هولدرن الذي نشره موقع catholicnewsagency.com الإلكتروني، نشير إلى أنّ عدد الكاثوليك هناك كان حوالى 125 ألفاً، ليتدنّى إلى ما بين الخمسين والستّين ألفاً بعد انطلاق موجة العنف، بما أنّ العديد من السكّان هربوا نحو أماكن أكثر أماناً في نيجيريا. لكنّ الخبر السارّ أنّ البعض من تلك العائلات يعود إلى دياره فيما تحرّر قوّات مسلّحة مؤلّفة من جنود من نيجيريا والتشاد والكاميرون منازلهم.