هُناكَ عِندَ صَليبِ يسوع، وقَفَتْ أُمُّه، وأُختُ أُمِّه مَريَمُ، امرأَةُ كَلُوبا، ومَريَمُ المِجدَلِيَّة.
فرأَى يسوعُ أُمَّه، وإِلى جانِبِها التِّلميذُ الحَبيبُ إِلَيه، فقالَ لأُمِّه: «أَيَّتها المَرأَة، هذا ابنُكِ».
ثمَّ قالَ لِلتِّلميذ: «هذه أُمُّكَ». ومُنذُ تِلكَ السَّاعةِ أَخَذَها التِّلميذُ إلى بَيتِه.
إن ما نحتاج إليه أكثر من أي شيء ليس الحل لمشاكلنا، بل وحدة الحال والتعزية. ففي هذه الوحدة – التي هي اتحاد وليست وحشة – نجد سر طبيعتنا البشرية، التي هي طبيعة علائقية. “هذه أمّك”: لقد أعطى يسوع أمَّه لنا عند صليبه وتحت صلباننا لكي تكون رفيقة آلامنا، ولكن أيضًا لكي تكون إشعاع رجاء. فلعلّ أجمل تجسيد للعذراء، الأم الحزينة، (التي نعيدها اليوم في الكنيسة اللاتينية) هي “تقوى” ميكيلآنجلو. مريم، المكسورة، ليست متشرذمة أو مُحبطة. ألمها لا ينغلق على ذاته، بل يبقى – تمامًا مثل ما كان في البشارة – رحمًا مضيافًا للكلمة، كلمة الآب. فمها صامت، ولكن كل كيانها هو كلمة، هو صرخة، هو تساؤل، هو تضرع، هو صلاة. مما عانته، تعلمت الطاعة، تمامًا مثل ابنها. من آلامها تعلمت الطاعة وتعلمت الشفقة… تجاهنا.
زينيت