تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين في ساحة القديس بطرس، ووجه كلمة قبل الصلاة توقف فيها عند إنجيل هذا الأحد (راجع مرقس 12، 38 – 44).
استهل البابا فرنسيس كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي مشيرًا إلى إنجيل هذا الأحد الذي يسلط الضوء على الكتبة والأرملة، وأضاف أن الكتبة يمثلون الأشخاص المهمين والأغنياء وذوي النفوذ؛ أمّا الأرملة فتمثّل الآخِرين، الفقراء والضعفاء. وتابع لافتًا إلى أن حكم يسوع الحازم إزاء الكتبة لا يتعلق بكل هذه الفئة، إنما يشير إلى أولئك الذين من بينهم يُظهرون مكانتهم الاجتماعية، ويحبّون أن يُبجَّلوا ويحتلوا المقاعد الأولى (راجع مرقس 12، 38 – 39)، ويُظهرون أيضًا أنَّهم يطيلون الصلاة. وأضاف البابا فرنسيس أن هذا التصرف الذي يتسم بالتعالي والغرور يقودهم إلى ازدراء أولئك الذين هم في وضع اقتصادي سيء، كالأرامل.
تابع الأب الأقدس كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي مشيرًا إلى أن يسوع يكشف هذا التصرف السيء، ويقدم لتلاميذه مثلاً حيًا: أرملة فقيرة، مكانتها الاجتماعية غير هامة إذ ليس لديها زوج يدافع عن حقوقها. وأضاف البابا فرنسيس مشيرا إلى أن هذه المرأة التي ذهبت وألقت في خزانة الهيكل عُشريْن فقط، أي كل ما كان لديها، قامت بهذه التقدمة بشكل لا يلاحظه أحد، وكأنها تشعر بالخجل. ولكنها بهذا التواضع، تقوم بعمل يحمل معنى دينيا وروحيا كبيرا. وهذا الفِعل المفعم بالتضحية لا يخفى عن نظر يسوع.
أكد الأب الأقدس أن التعليم الذي يقدّمه لنا يسوع اليوم يساعدنا لكي نستعيد ما هو جوهري في حياتنا، ويعزز علاقة ملموسة ويومية مع الله. وأشار إلى أن الرب يتفحص القلب وينظر إلى نقاوة النوايا. وهذا يعني أن ما نعطي لله في الصلاة، وللآخَرين في المحبة، ينبغي أن يتحاشى دائما كل شكلية، ومنطق الحساب، وأن يكون تعبيرًا عن المجانية، كما فعل يسوع معنا: لقد خلَّصنا مجانًا.
ولهذا، تابع الأب الأقدس كلمته، يشير يسوع إلى تلك الأرملة الفقيرة والكريمة كنموذج حياة مسيحية ينبغي الاقتداء به. إننا لا نعرف اسم تلك المرأة، لكننا نعرف قلبها؛ وهذا هو المهم عند الله. وأضاف البابا فرنسيس أنه عندما تغرينا رغبة الظهور وعندما نهتم كثيرا بنظرة الآخر، فلنفكّر في هذه المرأة. إن ذلك سيساعدنا لكي نتخلى عمّا هو سطحي، ونتوجه إلى ما هو هام حقًا، ولكي نبقى متواضعين.
بعد صلاة التبشير الملائكي، وجه قداسة البابا فرنسيس كلمة أشار فيها إلى الاحتفال يوم أمس السبت في برشلونة بتطويب الأب تيودورو إيليرا ديل أولمو وخمسة عشر من رفاقه الشهداء: ثلاثة عشر مكرسًا وثلاثة مؤمنين علمانيين. وقال البابا فرنسيس إن هؤلاء الطوباويين الجدد قُتلوا بسبب إيمانهم، في أماكن وتواريخ مختلفة، خلال الحرب والاضطهاد الديني في القرن الماضي في إسبانيا.
تابع البابا فرنسيس كلمته مشيرًا إلى أنه تصادف اليوم المئوية الأولى لإنتهاء الحرب العالمية الأولى. وأضاف أنه عند الساعة الواحد والنصف بالتوقيت الإيطالي، سُتقرع الأجراس في العالم كله، وأيضًا أجراس بازيليك القديس بطرس. ولفت الأب الأقدس إلى أن هذه الصفحة من التاريخ تشكل للجميع تحذيرا صارمًا من أجل نبذ ثقافة الحرب والبحث عن كل وسيلة شرعية لإنهاء النزاعات التي لا تزال تُدمي مناطق عديدة في العالم. وفيما نرفع الصلاة من أجل ضحايا تلك المأساة الكبيرة، لنقُل بقوة: لنستثمر في السلام، لا في الحرب! وتابع البابا فرنسيس مذكّرا بالقديس مارتن دو تور الذي يُحتفل اليوم بعيده، وأشار إلى أنه قطع معطفه نصفين ليتقاسمه مع فقير. ليدلّ فِعل التضامن الإنساني هذا الجميعَ إلى درب بناء السلام.
هذا وأشار البابا فرنسيس في كلمته بعد صلاة التبشير الملائكي إلى الاحتفال باليوم العالمي للفقراء الأحد القادم الثامن عشر من تشرين الثاني نوفمبر وأمل أن يعزز اليوم العالمي للفقراء انتباها متزايدًا إلى احتياجات الآخِرين والمهمشين والجياع.
فاتيكان نيوز