تلا البابا فرنسيس صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان واستهل كلمته مشيرا إلى أنه يُحتفل اليوم في العديد من بلدان العالم بعيد جسد الرب ودمه. وقال إن الجماعة المسيحية تلتقي كل يوم أحد حول مائدة الإفخارستيا، التي هي سر تضحية المسيح المخلّصة. ولفت فرنسيس إلى أن الكنيسة وفي كل مرة تحتفل فيها بالإفخارستيا تختبر العهد الجديد، الذي يحقق بالكامل الشركة بين الله وبيننا مضيفا أنه من خلال المشاركة في هذا السر تصبح الكنيسة شريكة في بناء التاريخ تماماً كما يريده الله. وهذا الاحتفال مرتبط بالتالي بحياتنا وبمختلف مراحل وجودنا.
مضى البابا إلى القول إنه بواسطة هذا السر ننال محبة الرب التي لا ينبغي أن نحتفظ بها لأنفسنا بأنانية بل يتعين أن نتقاسمها مع الآخرين، وهذا هو منطق الإفخارستيا، فيها نتأمل بالرب الذي وهب ذاته من أجلنا، وذرف دماءه من أجل خلاصنا. وهذا الحضور، تابع البابا يقول، يصبح بمثابة نار تحرق بداخلنا المواقف الأنانية، وتنقّينا من الميول الأنانية وتوقد في داخلنا الرغبة في تقديم ذواتنا نحن أيضا في سبيل الأخوة. وأكد فرنسيس أن هذا العيد يشكل مدرسة محبة ملموسة، تتسم بالصبر والتضحية، تماما كما فعل الرب على الصليب. وتعلمنا كيف نصبح أكثر قبولا للآخرين، كيف نتفهم ونساعد ونشجع الأشخاص المتروكين.
لم تخلُ كلمة البابا من الإشارة إلى الزيارة الرعوية التي سيقوم بها مساء اليوم إلى منطقة أوستيا، وقال إنه سيحتفل بقداس عيد جسد الرب ودمه هناك تماما كما فعل البابا بولس السادس لخمسين سنة خلت. ودعا الجميع إلى المشاركة روحيا في هذا الاحتفال من خلال الإذاعة والتلفزيون.
بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي، وقبل أن يوجه تحياته إلى وفود المؤمنين أطلق البابا نداء من أجل السلام في نيكاراغوا وقال إنه يتحد مع الأخوة الأساقفة في هذا البلد في التعبير عن ألمهم حيال أعمال العنف الخطيرة، والتي ولّدت عددا كبيرا من القتلى والجرحى على يد مجموعات مسلحة تعمل على قمع تظاهرات اجتماعية. وأكد فرنسيس أنه يصلي على نية الضحايا وعائلاتهم، لافتا إلى أن الكنيسة تؤيّد دوما الحوار، لكن هذا الأمر يتطلب التزاما واقعيا في احترام الحرية، بدءا من الحق في الحياة، وقال إنه يصلي كي يتوقف العنف وتتوفّر الظروف المؤاتية لاستئناف الحوار في أقرب وقت ممكن.
إذاعة الفاتيكان