تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين والحجاج احتشدوا في ساحة القديس بطرس، وسلط الضوء في كلمته قبل الصلاة على إنجيل هذا الأحد (متى ١١، ٢٥ – ٣٠) متوقفًا عند كلمات يسوع “”أَحمَدُكَ يا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَواتِ والأَرض، على أَنَّكَ أَخفَيتَ هذه الأَشياءَ على الحُكَماءِ والأَذكِياء، وكَشفتَها لِلصِّغار”.
وجه قداسة البابا فرنسيس كلمة قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي أشار في مستهلها إلى أن إنجيل اليوم ينقل إلينا صلاة جميلة جدا ليسوع الذي يتوجه إلى الآب قائلا “أَحمَدُكَ يا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَواتِ والأَرض، على أَنَّكَ أَخفَيتَ هذه الأَشياءَ على الحُكَماءِ والأَذكِياء، وكَشفتَها لِلصِّغار” (متى ١١، ٢٥). وقال البابا فرنسيس: عن أي أشياء يتحدث يسوع؟ ومَن هم هؤلاء الصغار الذين كُشفت لهم هذه الأشياء؟ لنتوقف عند الأشياء التي يحمد يسوع الآب من أجلها، وعند الصغار الذين يعرفون قبولها.
وسلط البابا فرنسيس الضوء بداية على الأشياء التي يحمد يسوع الآب من أجلها، وأشار إلى أن الرب كان قد ذكّر قبل ذلك ببعض أعماله: “العُميانُ يُبصِرون… البُرصُ يَبرَأُون… والفُقراءُ يُبَشَّرون” (متى ١١، ٥)، وأظهر معناها قائلا إنها علامات عمل الله في العالم. وبالتالي، تابع البابا فرنسيس قائلا إن الرسالة واضحة: يظهر الله نفسه محررا وشافيا الإنسان، بمحبة مجانية، محبة تخلّص. ولهذا يحمد يسوع الآب لأن عظمته تكمن في المحبة. غير أن هذه العظمة في المحبة لا يفهمها مَن يعتبر نفسه عظيما ويصنع إلهًا على صورته: قوي، قاس ومنتقم. وبمعنى آخر، مَن هو مغرور ومهتم فقط بمصالحه الخاصة ومقتنع بأنه لا يحتاج لأحد، لا يستطيع أن يقبل الله كأب. وأضاف أن يسوع ذكر في هذا الصدد سكان ثلاث مدن هي كورَزين، بيت صيدا وكفرناحوم حيث صنع معجزات كثيرة غير أن سكانها ظلّوا غير مبالين بكرازته. فبالنسبة إليهم، كانت المعجزات أحداثا باهرة وحسب، مفيدة لصُنع خبر وتغذية الثرثرة. لم يعرفوا أن يقبلوا الأشياء العظيمة لله.
أما الصغار، أضاف البابا فرنسيس يقول، فقد عرفوا أن يقبلوا هذه الأشياء، ويحمد يسوع الآب من أجلهم. أحمَدُكَ – قال يسوع – لأنكَ كشفت ملكوت السماوات للصغار. يحمده من أجل البسطاء الذين لديهم قلب خال من الغرور وحب الذات. إن الصغار هم الذين، كما الأطفال، يشعرون بأنهم معوزون وغير قادرين على الاعتماد على أنفسهم. إنهم منفتحون على الله وتدهشهم أعماله. يعرفون قراءة علاماته والاندهاش أمام معجزات محبته.
وتابع البابا فرنسيس كلمته مسلطا الضوء على أن حياتنا مليئة بالمعجزات: مليئة بأفعال محبة، وعلامات صلاح الله. وإزاءها، قد يبقى قلبنا غير مبال، ويصبح معتادًا، فضوليًا وغير قادر على الاندهاش. وأشار في هذا السياق إلى عمل المصوّر الفوتوغرافي. وتحدث من ثم عن التصرف الصحيح أمام أعمال الله: أن نصوّر في فكرنا أعماله كي تُطبع في القلب، لننميها من ثم في الحياة من خلال أفعال خير كثيرة، فتصبح “صورة” الله – محبة، على الدوام، أكثر إشراقًا فينا ومن خلالنا.
ودعا قداسة البابا فرنسيس لأن نسأل أنفسنا: وسط الكم الهائل من الأخبار التي تغمرنا، أأستطيع، كما يُظهر لنا يسوع اليوم، أن أتوقف عند الأشياء العظيمة التي يصنعها الله؟ أأدع نفسي كطفل أندهش إزاء الخير الذي يبدل العالم بصمت؟ وأحمَد الآب كل يوم من أجل أعماله؟ وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي قائلا: لتجعلنا مريم التي ابتهجت بالرب، قادرين على أن نندهش أمام محبته ونحمده ببساطة.
وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي، وجه قداسة البابا فرنسيس كلمة استهلها قائلا علمتُ بألم بإراقة الدماء مجددا في الأرض المقدسة. آمل أن تتمكن السلطات الإسرائيلية والفلسطينية من استعادة حوار مباشر، من أجل وقف دوامة العنف وفتح دروب مصالحة وسلام.
وأشار الأب الأقدس أيضا في كلمته إلى الاحتفال اليوم “بأحد البحر” المخصص للعاملين على متن السفن وفي المرافئ والبيئة البحرية. وشكر البحارة الذي يحمون البحر من مختلف أشكال التلوث. كما وشكر البابا فرنسيس المرشدين والمتطوعين في رعوية البحار موكلا الجميع إلى حماية العذراء مريم “نجمة البحر”. كما وذكر الأب الأقدس بامتنان العاملين مع Mediterranea Saving Humans لإنقاذ المهاجرين في البحر.
هذا وحيّا البابا فرنسيس في كلمته بعد صلاة التبشير الملائكي المؤمنين والحجاج المتواجدين في ساحة القديس بطرس، وحيّا بشكل خاص الكشافة والطلاب الجامعيين من لفيف في أوكرانيا، وقال: لنصلّ من أجل هذا الشعب الذي يتألم كثيرا. كما وذكّر البابا فرنسيس بالحج الذي يُقام اليوم إلى مزار يازناغورا في تشيستوخوفا- بولندا.