بعدما أطلق رسالة الرحمة معولمة، يستظل الأب الأقدس “مخافة الله” ينهل منها، كما نحن، ما يروي وحدةً، وما يطفئ لوعة وما يغذي جوعاً.
فمخافة الله برحمته عندما يسمع تضرعاتنا، حين نظنّ أن أحداً لا يسمعنا، عندما تفيض بركته:
إذ حلّت في الولد “أصلحته”، وفي الجسم “قوّته”، وفي الوقت عمّرته، وفي القلب أسعدته.
ونحن لسنا أقوياء إلاّ بقوة من يقوّينا، إذ نسلّم له ذواتنا، تسليماً مطلقاً، بايمان المرتجي لا باستسلام المنهزم، وكلنا ثقة بأنه لا يهملنا ولا يتركنا.
في مخافة الله، انتظار يستحق الصبر.
في مخافة الله، ارتقاء يستأهل النظر.
في مخافة الله، اطمئنان يرنو اليه البصر.
في مخافة الله، أن أدرك أن قاضياً في السماء يعلو قاضي الأرض، أو أؤمن أن الله يراني في كل ما آتيه جهاراً وفي الخلوات، فلا يؤلمني ماضٍ ولا يؤذيني حاضر ولا يخيفني مستقبل.
في مخافة الله، أن تكون محبتي بلا رياء، وأن يكون التزامي بلا احتساب.
في مخافة الله، أن أشهد للحق، فلا أصانع ولا أطاوع ولا أضارع، بل أمضي في طريقه ولو موحشة.
في مخافة الله، أن أكون عادلاً وأظلُ برغم الظلم والجحود.
في مخافة الله، أن أكون عنصر سلام، فيُرى وجهُهُ فيَّي.
في مخافة الله، أن اتعالى على الماديات، فأعطي ما لقيصر لقيصر.
في مخافة الله، ألاّ أسعى الى ما يروق لي، بل ألى ما يليق بي.
في مخافة الله، أن أذعن لسلطان الضمير وأذخُرُ نفسي بالطيبة والوداعة والتواضع.
في مخافة الله، أن أجعل “السبت” في خدمة الإنسان، وليس العكس، فلا أفسّر النصوص إلا بما يخدم الانسان، ويصون كرامته وينأى به عن الإهانة والمذلة.
في مخافة الله، أن أصلّي ولا أملّ، أن أهتدي ولا أضلّ، وأن أرتجي ولا أزِلّ.
في مخافة الله، أن أتوب بصدق معوّلاً على كرم الغفران.
عندما أخاف الله.. لا أُخيف.
بل كلّ الخوف، عندما لا أخافه.
جوني قزي
النهار
الوسوم :في مخافة الله...