أجرى قداسة البابا فرنسيس مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس واستهلّ تعليمه الأسبوعي بالقول لقد عدت أمس من الزيارة الرسولية إلى تايلاند واليابان، عطيّة أشكر الله عليها جدًّا. أرغب في أن أجدد امتناني إلى سلطات وأساقفة هذين البلدين الذين دعوني واستقبلوني باهتمام كبير ولكنني أريد أن اشكر بشكل خاص الشعب التايلاندي والشعب الياباني. هذه الزيارة قد نمّت قربي من هذين الشعبين ومحبتي لهما: ليباركهما الرب بوفرة الازدهار والسلام.
تابع الأب الأقدس يقول تايلاند هي مملكة قديمة قد تطوّرت بشكل كبير. في لقائي مع الملك ورئيس الوزراء والسلطات الأخرى، كرّمتُ التقليد الروحي والثقافي الغني لشعب التاي. لقد شجّعتُ على الالتزام من أجل التناغم بين مختلف مكونات الأمّة لكي يسير النمو الاقتصادي في سبيل خير الجميع ولكي تُشفى جميع جراح الاستغلال ولاسيما الذي يتعرّض له النساء والقاصرين. تشكّل الديانة البوذية جزءًا لا يتجزّء من تاريخ وحياة هذا الشعب لذلك قمتُ بزيارة للبطريرك البوذي الأعلى، متابعًا السير على درب الاحترام المتبادل التي بدأها أسلافي، لكي تنمو الشفقة والأخوّة في العالم. وبهذا المعنى كان مهمًّا جدَّا اللقاء المسكوني وما بين الأديان الذي عُقد في أكبر جامعة في البلاد.
أضاف الحبر الأعظم يقول إنّ شهادة الكنيسة في تايلاند تمرُّ أيضاً عبر أعمال خدمة المرضى والأخرين. من بين هذه المستشفيات يتفوق مستشفى القديس لويس الذي زرته وشجعت العاملين الصحيين فيه وقابلت بعض المرضى. بعدها كرست بعض اللحظات الخاصة للكهنة والأشخاص المكرسين والأساقفة وأيضا للأخوة اليسوعيين. في مدينة بانكوك احتفلت بالقداس الالهي مع شعب الله في الاستاد الوطني ومن ثمَّ مع الشباب في الكاتدرائية. وهناك اختبرنا جميعاً أنّه في العائلة الجديدة التي شكلها يسوع المسيح نجد أيضاً وجوه واصوات الشعب التايلاندي.
تابع الحبر الأعظم يقول بعد ذلك ذهبت الى اليابان. ولدى وصولي الى السفارة البابوية في طوكيو استقبلني أساقفة البلاد، الذين تشاركت مُعهم فوراً التحدي بأن نكون رعاة لكنيسة صغيرة جداً ولكنّها حاملة لمياه الحياة أي انجيل يسوع.
أضاف الأب الأقدس يقول “حماية كل حياة” هذا كان شعار زيارتي الى اليابان، بلد يحمل مطبوعة القصف النووي وهو بالنسبة للعالم أجمع صوت الحقوق الأساسية في الحياة والسلام. في مدينتَي ناغاساكي وهيروشيما توقفت للصلاة والتقيت ببعض الناجين وعائلات الضحايا وأعدتُ التأكيد على الإدانة الصارمة للأسلحة النووية ورياء الحديث عن السلام فيما لا تزال تُصنع أدوات الحرب وتُباع. بعد تلك المأساة أظهرت اليابان قدرة غير اعتيادية في الكفاح من أجل الحياة وقامت بذلك أيضًا حديثًا، بعد الكارثة الثلاثية لعام ٢٠١١، الزلزال والتسونامي وحادثة محطّة توليد الطاقة النوويّة.
وتابع الحبر الأعظم يقول لكي نحمي الحياة علينا أن نحبّها، والخطر الأكبر اليوم، في البلدان الأكثر تطوّرًا، هو خسارة معنى الحياة. إنّ الضحايا الأوائل لغياب معنى الحياة هم الشباب لذلك كُرِّس لهم لقاء في طوكيو. لقد أصغيت لأسئلتهم وأحلامهم وشجّعتهم على الوقوف معًا ضد جميع أشكال التنمر وعلى التغلب على الخوف والانغلاق منفتحين على محبة الله، في الصلاة وفي خدمة القريب. شباب آخرون التقيتهم في جامعة صوفيا مع الجماعة الأكاديمية. هذه الجامعة كجميع المدارس الكاثوليكية هي محطُّ تقدير كبير في اليابان. في مدينة طوكيو كانت لدي الفرصة لزيارة الإمبراطور ناروهيتو الذي أجدد له امتناني، وقابلت سلطات البلاد مع السلك الدبلوماسي. وتمنيت ثقافة لقاء وحوار تتميّز بالحكمة وتوسيع الأفق، وبأن تُصبح اليابان، إذ تبقى أمينة لقيمها الدينية والأخلاقية ومنفتحة على رسالة الانجيل بلدًا رائدًا من أجل عالم أكثر عدالة وسلام ومن أجل التناغم بين الإنسان والبيئة.
وختم البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي بالقول أيها الإخوة والاخوات الأعزاء، لنوكل إلى صلاح وعناية الله شعبي تايلاند واليابان. وشكراً
أخبار الفاتيكان