أجرى قداسة البابا فرنسيس مقابلته العامة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس بالفاتيكان وقد تمحورت حول زيارته الرسولية إلى الإمارات العربية المتحدة وأشار إلى أنها كانت زيارة قصيرة إنما مهمة جدا كتبت صفحة جديدة في تاريخ الحوار بين المسيحية والإسلام وفي الالتزام بتعزيز السلام في العالم على أساس الأخوّة الإنسانية.
في مقابلته العامة مع المؤمنين، توقف البابا فرنسيس عند زيارته الرسولية إلى الإمارات العربية المتحدة من الثالث وحتى الخامس من شباط فبراير 2019، وأشار إلى أنها المرة الأولى التي يزور فيها حبر أعظم شبه الجزيرة العربية، وذكّر بمرور ثمانمائة عام على زيارة القديس فرنسيس الأسيزي السلطان الملك الكامل. وأضاف البابا فرنسيس أنه فكّر كثيرا بالقديس فرنسيس خلال زيارته هذه وقال كان في قلبي إنجيل المسيح، الصلاة للآب من أجل جميع أبنائه، ولاسيما الأكثر فقرا، وضحايا الظلم والحروب والبؤس…؛ الصلاة كي يكون الحوار بين المسيحية والإسلام عاملاً حاسمًا من أجل السلام في عالم اليوم. كما شكر البابا فرنسيس ولي العهد والرئيس ونائب الرئيس وجميع السلطات في الإمارات العربية المتحدة على حفاوة الاستقبال، وأشار إلى أن هذا البلد حقق نموا كبيرا خلال العقود الأخيرة: وأصبح تقاطعًا بين الشرق والغرب، و”واحة” متعددة الأعراق والأديان، وبالتالي مكانا مناسبًا لتعزيز ثقافة اللقاء. كما وشكر البابا فرنسيس المطران بول هندر النائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربية الذي أعدّ ونظم الحدث من أجل الجماعة الكاثوليكية، كما وشكر الكهنة والرهبان والعلمانيين الذين يحيون الوجود المسيحي في تلك الأرض.
خلال حديثه عن زيارته الرسولية إلى الإمارات العربية المتحدة، توقف البابا فرنسيس عند وثيقة الأخوّة الإنسانية التي وقّعها مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وقال نؤكد معًا في هذه الوثيقة الدعوة المشتركة لجميع الرجال والنساء ليكونوا إخوة لكونهم أبناء وبنات الله، وندين جميع أشكال العنف ونلتزم بأن ننشر في العالم القيم الحقيقية والسلام. كما وأشار البابا فرنسيس إلى أن هذه الوثيقة ستُدرس في مدارس وجامعات بلدان عديدة، وقال: أدعوكم أنتم أيضًا إلى قراءة هذه الوثيقة لأنها تقدّم دفعًا كبيرا من أجل المضي قدمًا في الحوار حول الأخوّة الإنسانية. وأضاف البابا فرنسيس لقد أردنا إعطاء علامة إضافية، واضحة وحاسمة، على أنه من الممكن التلاقي، واحترام بعضنا البعض والحوار، وأنه على الرغم من اختلاف الثقافات والتقاليد، فإن العالم المسيحي والعالم الإسلامي يقدّران ويحافظان على قيم مشتركة: الحياة، العائلة، الحس الديني، إكرام المسنين، تربية الشباب، وغيرها.
هذا وأشار البابا فرنسيس إلى أن زهاء مليون مسيحي يعيشون في الإمارات العربية المتحدة، وهم عمّال من بلدان آسيوية متعددة. وتوقف أيضًا عند زيارته كاتدرائية القديس يوسف في أبو ظبي، وأشار إلى احتفاله بالقداس في استاد المدينة معلنًا إنجيل التطويبات، وأضاف أنه خلال القداس صلّينا بشكل خاص من أجل السلام والعدالة، مع نية خاصة من أجل الشرق الأوسط واليمن.
هذا وفي ختام مقابلته العامة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس بالفاتيكان، وجه البابا فرنسيس نداء قال فيه: السبت الماضي، بالقرب من أرخبيل الباهاماس، غرق مركب على متنه عشرات المهاجرين القادمين من هايتي بحثًا عن الرجاء ومستقبل سلام. وقال البابا فرنسيس إنه يتجه بفكره إلى العائلات المتألمة، وإلى الشعب الهاييتي المتضرر من هذه المأساة الجديدة. ودعا الأب الأقدس إلى الاتحاد معه في الصلاة من أجل المفقودين والجرحى.
إذاعة الفاتيكان