“عُيّن القديس منصور وبناءً على طلبه، عام 1619، مرشداً روحياً عاماً للسفن الحربيّة الفرنسيّة برتبة ضابط. كانت البحريَّة الملكيّة بحاجة إلى جذّافين، ولمّا كان هذا العمل شاقّاً أصبح التطوّع شبه معدوم. فاستعملوا المحكومين يداً عاملة مجانية وطيّعة. وبناءً على أوامر من السُلطات العُليا، اعتاد القضاة أن يحكموا على الناس لأتفه المخالفات بالعمل على السفن الحربية كجذّافين لعدّة سنوات.في إحدى الليالي الباردة سمع الأب منصور أحد هؤلاء المحكومين يبكي ويقول:
“لا يوجد إله في العالم”
ففاجأه الكاهن القدَّيس بقوله: “أيّ جرم ارتكبت؟”،
فأجاب: “لقد اشتركت في تهريب الملح فحكم عليّ بثلاث سنوات في الأعمال الشاقة. إنّ أسرتي كبيرة ولا مُعيل لها غيري. آه لو كان الله موجوداً لما سمح بمثل هذه الأحكام”.
صمت الأب منصور برهة، ثمّ أردف قائلاً: “يا بنيّ، إنّ الله موجود حّقاً وستراه بأُمّ عينيك”. فنادى الحارس وطلب إليه أن يحلّ هو مكان المحكوم، فتردّد الحارس ولكنّ أوامر الكاهن وهو ضابط في البحريَّة نُفّذت بسرعة. فارتدى الأب منصور ثوب المحكوم وأصبح اسمه “المجذّف رقم 61782”! فارتمى الشابّ على الأرض يقبّل قدمي الكاهن القديس قائلاً:
“أنت كالمسيح معلَّمك، حملت خطيئتي وخلّصتني”. فمانعه الأب منصور بقوله: “بل أنا أخ لك، ووجدت فيك سمات المسيح المتألّم”. ذهب السجين وكأنّه في حلم غريب وهو يردّد: “نعم، إنّ الله موجود”.
لم يتألّم الأب منصور طوال حياته مثلما تألّم في هذا العمل الشاقّ، فقد ذاق العذاب مدّة ثلاثة أشهر حتّى أصبح هيكلاً عظميّاً. ولمّا كشف أحد الضبّاط أمره قال له: ”ماذا تفعل هنا أيها الأب المحترم؟”. أجابه: “أنا السجين رقم 61782”. ولمّا تأكّد الضابط منه وعرف قصّته قال له:
“لقد سحقتني بعظَمتك أيّها الكاهن”.
زينيت
الرئيسية | أخبار الكنيسة | قال له السجين: “أنت كالمسيح معلَّمك، حملت خطيئتي وخلّصتني”، فأجاب القديس:…
الوسوم :حملت خطيئتي وخلّصتني” فأجاب القديس:… قال له السجين: “أنت كالمسيح معلَّمك