احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي والشرقي في صور ومنطقتها، بعيد الفصح المجيد، حيث أقيمت القداديس وصلاة الهجمة في عدد من كنائس المنطقة، على وقع قرع أجراس الكنائس بقيامة السيد المسيح، وأكدت العظات على تغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية والعمل على انتخاب رئيس للبلد في موعده الدستوري.
ففي كاتدرائية القديس توما للروم الملكيين الكاثوليك، ترأس المتروبوليت جورج بقعوني قداس صلاة الهجمة عاونه عدد من الآباء، في حضور حشد كبير من أبناء الرعية.
وبعد الإنجيل المقدس والذبيحة الإلهية ألقى بقعوني عظة تناول فيها معاني القيامة، حيث “ان المسيح انتصر على الموت وقام في اليوم الثالث”، مشيرا الى ان “المسيح سار على درب الجلجلة وحمل الصليب لأجل خطايانا فقيامته انتصار على الموت”. ودعا الى “الاقتداء بالسيد المسيح وسلك طريقه لأنها طريق الخلاص”، آملا ان “تسود المحبة والسلام في ربوع لبنان وان ينعم المواطن بالاستقرار والأمن”.
وفي كنيسة سيدة البحار، ترأس رئيس أساقفة صور للموارنة المطران شكرالله نبيل الحاج، قداس العيد، وعاونه المونسنيور شربل عبد الله، في حضور جمع غفير من أبناء الطائفة غصت بهم الكنيسة، وبعد الإنجيل المقدس والذبيحة الإلهية ألقى الحاج عظة اكد فيها على قيامة السيد المسيح من بين الأموات، وقال: “قام المسيح وقوى الموت ما زالت موجودة، لقد كبلها السيد ولكن لم يلغها، أضعفها وكسر شوكة الخطيئة والشرير ولكن تلك وهذا ما زالا متربصان بالانسان للسيطرة عليه، ومع المسيح نحن منتصرون عليهما بدون نعمته وقوة قيامته يجرنا الشيطان الى الخطيئة، والخطيئة الى الموت”.
وأضاف: “استطاع لبنان ان يغلب قوى الشر والدمار والفرقة والتشرذم في المرحلة الأخيرة، ولكن حذار تلك القوى ما زالت متربصة بنا وتعمل على تقسيمنا وتشل المؤسسات مجددا وتزرع الرعب وتفقدنا ثقتنا بأنفسنا وبالوطن والدولة”.
وقال: “ان لبنان هو مشروع قيامة دائمة وعلى كل لبناني شريف ان يحرص على تغليب مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية. وعلينا جميعا ان ندرك ان قيامة هذه البلاد تبقى بوحدة ابنائه وبالعمل الدؤوب لتعزيز هذه الوحدة على كل ما عداها”، مشيرا الى ان “الوحدة المطلوبة تقوم على الشراكة والمحبة والغفران، فبدون هذه لا ينهض لبنان ولا تقوى الدولة ولا تستقيم الامور، يبقى ان نصلي جميعا في هذه الايام ليتم الاستحقاق الرئاسي وينتخب نوابنا المؤتمنون على هذا الوطن رئيسا للبلاد، فتترسخ الوحدة وتقوى المؤسسات وتنطلق ورشة العمل والاصلاح”.
وبعد القداسين تقبل المطرانان بقعوني والحاج التهاني بالعيد.