أقيمت اليوم صلوات جناز وقداديس لراحة نفس بطريرك انطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم مار اغناطيوس زكا الأول عيواص، في كاتدرائية مار جرجس البطريركية للسريان الأرثوذكس في باب توما بدمشق وفي جميع كنائس السريان الأرثوذكس في العالم.
ترأس صلاة الجناز والقداس في كاتدرائية مار جرجس في دمشق، مدير الديوان البطريركي المطران جان قواق، السكرتير البطريركي تيموثاوس متي الخوري. واستعرض قواق خلال الجناز مناقب وسيرة البطريرك الراحل “الذي حزم أمتعته وودع مرافقيه وأسلم الروح وهو الآن يشفع بنا ويصلي كي يعم السلام العالم أجمع وخاصة سوريا”.
أضاف: “إن البطريرك الراحل الذي كان علما من أعلام الكنيسة السريانية المقدسة واحد العظماء في بلادنا المشرقية شكل علامة فارقة في تاريخ العلاقات المسكونية في القرن العشرين كما كان واحدا من رؤساء مجلسي الكنائس الشرق أوسطي والعالمي”.
وقال: “كان البطريرك الوطني الذي أحب الوطن الام سوريا والتصق بها وقد كان يردد بأن سوريا أخذت اسمنا واعطتنا اسمها واوصي على الدوام من ابتعد عن ارض ابائه بأن يكون على الدوام وفيا لوطنه الجديد كما كان بطريرك العيش المشترك الذي آمن بأنه مقدر لهذه الارض المباركة أن تجمعنا وهو البطريرك الانسان حيث لمسنا انسانيته وخاصة في ايامنا هذه وسوريا تمر بما تمر به من أزمة”.
حسون
وكان المفتي العام للجمهورية أحمد بدر الدين حسون اكد خلال تقديم التعازي اليوم بالبطريرك عيواص في الكاتدرائية، ان “الراحل البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم ليس لطائفته فقط بل لكل سوريا، واننا فقدنا حامل رسالة وهذا ما نريده من كل من يحمل شعار الدين وان يكون انسانا كما كان الراحل الكبير”.
واردف: “ان البطريرك عيواص كان يريد ان يبني جامعة ليدرس المسلم والمسيحي فيها العربية والسريانية والكلدانية وغيرها لنستمر اسرة سورية واحدة انموذجا للاخوة الانسانية، وان الراحل الكبير كان يحب الناس جميعا دون تفرقة بين مسلم
او مسيحي فنحن ابناء دين واحد وان تعددت شرائعه”.
وقال: “سنبقى في سوريا معا في اخوة مميزة وان نحافظ على اللغة التي تكلم بها السيد المسيح عليه السلام”، مضيفا: “لا تخافوا على سوريا لان الله اختارها مهدا لنور كل الرسالات السماوية فمن هنا انطلق بولس وبطرس ومشي نبي الله ابراهيم من غوطتها الى غزة ومكة وهنا سيعود السيد المسيح مرة اخرى”.
السوقي
من جانبه أكد النائب البطريركي للسريان الارثوذكس في دمشق الاسقف مار ايوانيس بولس السوقي على “الاخوة العظيمة التي تجمع ابناء الاسرة السورية الواحدة وان المحبة التي تربوا عليها ستعيد الامن والاستقرار اليها”.
وقال: “ان البطريرك الراحل غادر الكنيسة وهي قوية ترك فيها عمرانا ورجالا يعتمد عليهم”.
هولندا
ومن القداديس التي أقيمت في العالم، قداس إلهي في جنوب هولندا، شارك فيه كهنة من الكنيسة اللاتينية والعديد من المسيحيين المتكلمين اللغة العربية المنتمين لكنائس متعددة كاثوليكية وأرثوذكسية، ومن جنسيات متعددة: عراقية، سورية، لبنانية، سودانية وهولندية، وفدوا للمشاركة من هولندا وبلجيكا.
وترأس الذبيحة الإلهية الأب فادي الراعي الذي ركز على بعض مزايا عيواص “الذي عرف بمحبته للسيد المسيح وبانفتاحه على الآخرين وبتقواه العميق”.
كما صلى وطلب “من الروح القدس أن يحل على أساقفة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، أبناء السينودس المقدس، لكي يتمكنوا من انتخاب بطريرك جديد يستطيع قيادة كنيسته نحو الخلاص والحياة الأبدية والقداسة”.
وذكر انه عند إعلان خبر وفاة عيواص، وجه رسالة تعزية إلى أسقف هولندا للسريان الأرثوذكس مار بوليكاربوس أوغين آيدين، الذي أعرب عن أسفه باسم كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في هولندا وباسم جميع المسيحيين المتكلمين اللغة العربية والمنتمين لكنائس متعددة، الموجودين في جنوب هولندا.