مساهمة الراهبات البندكتان من خلال الصلاة واستضافة الأشخاص والعناية بالخليقة كانت محور الكلمة التي وجهها البابا فرنسيس إلى الراهبات المشاركات في لقاء الاتحاد الدولي للراهبات البندكتان، وذلك خلال استقباله لهن في القصر الرسولي.
استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم في القصر الرسولي الراهبات المشاركات في لقاء الاتحاد الدولي للراهبات البندكتان. وفي كلمته إلى ضيوفه وصف قداسة البابا لقاء الاتحاد الدولي بفرصة للراهبات البندكتيات من جميع أنحاء العالم ليعشن معا زمن صلاة، وللتأمل في الأشكال العديدة التي تواصل من خلالها روح القديس بندكتس، وبعد 1500 سنة، العمل اليوم، كما أكد الحبر الأعظم قربه الروحي خلال أيام اللقاء.
ثم انتقل الأب الأقدس إلى موضوع اللقاء والمستوحى من الفصل الـ 53 من القانون البندكتي، أي الدعوة إلى استقبال الجميع كاستقبال المسيح، فأشار إلى أن هذه القاعدة قد طبعت الرهبنة البندكتية بدعوة متميزة إلى الضيافة في استجابة لدعوة ربنا يسوع المسيح حين قال “كنت غريبا فآوبتموني”. وواصل قداسة البابا متحدثا عن كثيرين في عالم اليوم يتطلعون إلى عيش حنان وشفقة المسيح، رحمته واستقباله في حياتهم، ولهؤلاء تقدم الراهبات، حسب ما تابع البابا فرنسيس، شهادة ثمينة، حين يصبحن أدوات حنان الله لمن هم في عوز. ثم توقف عند أهمية استقبال الرهبنة البندكتية لأشخاص من تقاليد دينية مختلفة ما يساهم في مواصلة الحوار المسكوني والحوار بين الأديان بمسحة روحية. وذكّر قداسته في هذا السياق بأن الأماكن البندكتية تُعرَف منذ قرون بأنها أماكن استقبال وصلاة واستضافة سخية، معربا عن الرجاء في أن يسفر تأمل الراهبات خلال اللقاء عن أشكال مختلفة لمواصلة هذا العمل الإنجيلي الأساسي.
تحدث الأب الأقدس بعد ذلك عن شعار “الصلاة والعمل” الذي يجعل الصلاة في مركز حياة الرهبنة البندكتية، وأضاف ان هذا يجعل أعضاء هذه الرهبنة في قلب الحياة الكنسية مثريين إياها بصلاتهم اليومية، وشدد على القيمة الكبيرة التي لا يمكن تقديرها لهذه الصلاة. أراد من جهة أخرى توجيه الشكر للراهبات البندكتان على عنايتهن بالبيئة والحفاظ على خيور الأرض ليتقاسمها الجميع، وهو أمر معروف عن الراهبات البندكتان حسب ما ذكر قداسته مضيفا أنهن كنساء يلمسن ويَثمِّن بشكل خاص الجمال والتناغم. ذكّر من جهة أخرى بأن أديارهن توجد غالبا في مناطق جميلة يلجأ إليها الأشخاص للصلاة والتأمل بصمت في جمال الخليقة، وشجع الراهبات بالتالي على مواصلة هذا الأسلوب وهذه الخدمة كي يتواصل الإعجاب بأعمال الخالق التي تُحدِّث كثيرين عن الله.
توقف الحبر الأعظم بعد ذلك عند نقطة أخرى ألا وهي شهادة حياة الراهبات البندكتان لأهمية المحبة والاحترام المتبادل، وأشار إلى أنهن يأتين من أماكن وخبرات مختلفة كما أنهن يختلفن فيما بينهن، ما يجعل القبول المتبادل العلامة الأولى التي يقدمنها في عالم يجد صعوبة في عيش هذه القيمة. وتابع قداسته أننا جميعا أبناء الله وأن صلاة الراهبات وعملهن، ضيافتهم وسخاءهن تشترك في إبراز شركة في الاختلاف هي تعبير عن رجاء الله من أجل عالمنا، أي وحدة قوامها السلام والقبول المتبادل والمحبة الأخوية.
وفي ختام كلمته إلى الراهبات المشاركات في لقاء الاتحاد الدولي للراهبات البندكتان أكد البابا فرنسيس مرافقتهن بالصلاة، مشددا على العطية الثمينة التي يقدمنها للكنيسة من خلال شهادتهن كنساء للخير والإيمان والعطاء، وذلك في محاكاة لأم الكنيسة القديسة مريم العذراء. ثم منح قداسة البابا البركة للراهبات وجماعاتهن وجميع مَن يقدمن لهم الخدمة باسم المسيح.
اخبار الفاتيكان