استقبل قداسة البابا فرنسيس في القصر الرسولي وفد منظمة الكنائس الأفريقية المستقلة، وأعرب في بداية كلمته إلى أعضاء الوفد عن سعادته لاستقباله للمرة الأولى ممثلين عن هذه المنظمة وشكرهم على الزيارة وعلى استعدادهم للبحث عن روابط أكثر قوة مع الكنيسة الكاثوليكية. ثم تحدث الحبر الأعظم عن كفاح القارة الأفريقية من أجل الاستقلال، ثم عن الجهود التالية لتأسيس مجتمعات تتميز بالعدالة والسلام قادرة على الدفاع عن كرامة الشعوب الأفريقية بتنوعها الكبير. إلا أن وعود التقدم والعدالة لم تتحقق دائما، حسب ما واصل قداسته، ولا تزال دول كثيرة بعيدة عن السلام وعن تنمية اقتصادية واجتماعية وسياسية تشمل القطاعات كافة وتوفر ظروف حياة وفرص ملائمة للجميع. وقال قداسة البابا لضيوفه إنهم يدركون بالتأكيد التحديات التي تواجهها القارة الأفريقية، وأيضا الكنائس المختلفة في رسالة البشارة والمصالحة والمساعدات الإنسانية، وأشار بشكل خاص إلى تحدي ضمان الاستقرار والتعليم وفرص العمل للشباب الذين يشكلون جزءا كبيرا من المجتمعات الأفريقية.
تابع البابا فرنسيس حديثه عن أفريقيا مذكرا بمثَل السامري الصالح فقال إن القارة الإفريقية البابا فرنسيس حديثه عن أفريقيا التي تشبه اليوم ل للشباب الذين يشكلون جءا كبيرا من المجتمعات الأغفريقية.ة البشارة والنصالحة وتُشبَّه اليوم بذلك الرجل النازل من أورشليم إِلى أريحا، فوقع بأيدي اللصوص، فعرَّوه وانهالوا عليه بِالضرب ثم مضوا وقد تَركوه بين حي وميت (راجع لو 10، 30-37). وواصل قداسته أن السؤال الأساسي الذي علينا الإجابة عليه هو: بأي معنى تشكل الرسالة المسيحية بشرى سارة بالنسبة لشعوب أفريقيا؟ وتابع أن إنجيل يسوع المسيح المعلَن والمعاش، وأمام آلام الفقراء ويأس الشباب وصرخات ألم المسنين والمتألمين، يترجَم إلى رجاء وسلام وفرح، وفاق ومحبة ووحدة. وواصل البابا فرنسيس مؤكدا أنه في حال قناعتنا بإمكانية حل مشاكل القارة من خلال مواردها البشرية والثقافية والمادية فمن واجبنا كمسيحيين مرافقة الجهود من أجل استخدام واعٍ وأخلاقي لهذه الموارد. تحدث أيضا عن ضرورة العمل المشترك على تعزيز مسيرات السلام في مناطق النزاع المختلفة وعن الحاجة إلى أشكال تضامن ملموسة مع المعوزين. وتابع قداسته أنه من واجب الكنيسة مساعدة الأشخاص على جمع طاقاتهم لصالح الخير العام، وفي الوقت عينه الدفاع عن كرامتهم وحريتهم وحقوقهم. وشدد في هذا السياق على ضرورة تعلم المسيحيين جميعا العمل معا من أجل الخير العام رغم الاختلافات.
هذا وتوقف البابا عند تمتع شعوب أفريقيا بحس ديني عميق، فأشار مثلا إلى العائلة ومحبة الحياة والنظر إلى الأبناء باعتبارهم عطية من الله، احترام كبار السن والقيام بالواجب إزاء القريبين والبعيدين. وقال قداسته إن هذه القيم الدينية والمبادئ الحياتية تنتمي إلينا نحن المسيحيين جميعا، ويمكننا انطلاقا منها التعبير عن تضامننا في العلاقات الشخصية والاجتماعية.
ثم تحدث الحبر الأعظم عن واجب آخر بالنسبة للمسيحيين في أفريقيا، ألا وهو تعزيز التعايش بين المجموعات المختلفة في العرق أو اللغة، التقاليد أو الدين، وأضاف أن هذه المهمة تواجه عقبات وشجع بالتالي على لقاء وحوار مسكوني أكبر. وتضرع قداسته كي ينيرنا الروح القدس لنعثر على الطريق لتعزيز التعاون بين الجميع، المسيحيين والديانات التقليدية والمسلمين، من أجل مستقبل أفضل لأفريقيا.
وختم البابا فرنسيس كلمته إلى وفد منظمة الكنائس الأفريقية المستقلة، الذي استقبله قبل ظهر اليوم في القصر الرسولي، راجيا أن يساهم وجود ممثلي المنظمة في روما، مدينة شهادة القديسَين بطرس وبولس، في الثقة بالرغبة القوية للكنيسة الكاثوليكية في عمل كل ما يمكن مع الشركاء المسكونيين لتعزيز ملكوت العدالة والسلام والأخوّة الذي يريده الله للبشرية بأسرها.
إذاعة الفاتيكان