احتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة رئيس اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام المطران بولس مطر بالذبيحة الإلهيّة على نيّة الصحافة والإعلام في لبنان والعالم، لمناسبة اليوم الـ48 لوسائل التَّواصل الاجتماعيِّ، في كنيسة مار الياس في القنطاري.
وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى مطر عظة جاء فيها: “الإعلامُ هو تَواصُلٌ أوَّلاً، بِمعنَى نَقلِ الخبرِ من إنسانٍ إلى آخر، ما يفرضُ على النَّاقِلِ أن يكونَ أمينًا لِلحقيقةِ في إيصالِهِ الخبر الصَّحيح، بِمَوضُوعيَّةٍ وتَجرُّدٍ وبعيدًا من كلِّ ما تُملِيهِ المصالحُ الذاتيَّةُ، الخاصَّةُ منها والفئويَّة. وبالتَّالي، يستدعي هذا التَّواصُل الإعلاميّ يَقظةَ الضَّميرِ مع التَّحلِّي بالأخلاقِ السَّامية، وَلَو كلَّفَ هذا الأمرُ صاحبَهُ مَهما كلَّفَ. أمَّا البُعدُ الثَّاني لِعَملِ الإعلامِ أو لِرِسالتِهِ السَّاميةِ، فهو بُعدُ التَّواصُلِ مع الآخرين بِغيةَ خَلقِ رُوحٍ من التَّعاونِ الصَّادقِ بينَ الجميعِ ونَشرِ ثقافةِ التَّضامنِ والمحبَّةِ الشَّاملةِ في كلِّ الأرض”.
اضاف: “هل لنا في هذا المجالِ وفي ما يتعلَّقُ بِالوَضعِ الرَّاهنِ لِلُبنانَ، وطنِ الرِّسالةِ الإنسانيَّةِ والحضاريَّةِ بامتيازٍ، وَطنِ الإعلامِ الحرِّ والمُلتَزِمِ في آنٍ، أن نُطالِبَ اللبنانيِّينَ بأن يَضعُوا أنفُسَهُم في خدمةِ وطنِهِم وألاَّ يكونَ الوطنُ في خدمةِ أيٍّ منهم؟ إنَّ الوطنَ اللبنانيَّ هو أكبرُ من طوائِفِهِ ولو مُجتمعة، لا بلْ هذه تَكبرُ به وترتاحُ في ظلِّهِ. أمَّا إذا ما ابتعدَت عنهُ وانقلَبَت عليه، فهي بِذاتِها إلى شَرذَمةٍ وَضَياع”.
وفي نهاية القداس، قال مدير المركز الكاثوليلكي للإعلام الاب عبده أبو كسم: “نطلب إلى الرّب أن يعطينا نعمه لنقل الحقيقة مهما كانت صعبة”.
وُوزعت على المشاركين في القداس منشورات اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام والمركز الكاثوليكي للإعلام ورسالة البابا فرنسيس في اليوم العالمي الـ48 لوسائل التواصل الاجتماعي.
النهار