قداس في عيد شفيع دير مار يوسف جربتا نعمه: نصلي من أجل الشرق ليحل السلام والامان

إحتفل دير مار يوسف جربتا للراهبات اللبنانيات المارونيات وجمهور الدير بعيد القديس يوسف شفيع الدير الذي يحتضن ضريح القديسة رفقا. وللمناسبة،  ترأس الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي طنوس نعمه قداسا احتفاليا عاونه فيه أمين السر العام في الرهبانية الاب كلود ندره ومرشد  الدير الاب بولس القزي بمشاركة النائب العام الاب إميل عقيقي، المدبر العام  الاب نعمة الله الهاشم، معلم المبتدئين في الرهبانية الاب نجم شهوان، في  حضور الرئيسة العامة للراهبات اللبنانيات المارونيات الام صونيا الغصين  ومجلس المدبرات، رئيسة الدير الام مرتا باسيل، وجمهور الراهبات وحشد من  المؤمنين. وخدمت القداس جوقة المبتدئين بإدارة الأب جوني كرم.

الاباتي نعمه وبعد الانجيل المقدس، ألقى الأباتي نعمه عظة قال فيها: “”نجتمع اليوم في  هذا الدير لنحتفل بعيد القديس يوسف شفيع هذا الدير الذي ليس فقط يحمل إسم  القديس يوسف بل أيضا يحتضن كنزا ثمينا من كنوز الكنيسة المقدسة ذخائر  القديسة رفقا. نحتفل اليوم بهذا العيد تزامنا مع انطلاق اليوبيل المئوي  لوفاة القديسة رفقا، الذي يحتفل به جمهور هذا الدير وأخواتنا الراهبات على  مدى سنة يوبيلية كاملة تبدأ من هذا الشهر وتنتهي في آذار 2015. هذا الدير  المميز الذي عاشت فيه القديس رفقا قرب القديس يوسف وبشفاعته الدائمة،  فتعلمت منه أسرارا كثيرة كما يعلمنا اليوم. علمها الطاعة العمياء لارادة  الله من خلال سماعه صوت الرب عندما جاءه الملاك جبرائيل ليخبره بحمل خطيبته  مريم وطلب منه أن يأخذها الى بيته، فلبى وفعل. هذه الطاعة لإرادة الله لا  تفسير لها الا الطاعة العمياء التي تعني أن يطيع الرب من دون أي استفسار أو  سؤال أو اعتراض، والطاعة التي مارسها وعاشها القديس يوسف هي العلامة  الوحيدة لمحبة الله”.

اضاف: “ها نحن اليوم علمانيين وإكليروس  نعترض على كلام الرب، ولا نرى فيه الخير ونحاول أن نفتش عن النقص في محيطنا  والمسؤولين عنا، ونشكو بشكل دائم من كل ما هو حولنا ونتطلع خارج صحن الله  لأن الرب الذي حرس كنيسته لا يزال كما هو حارسا لها ومحافظا عليها”. وإذ تحدث عن القديس يوسف وطاعته للرب قال: “عندما يختار الانسان حارسا له  او لبيته، يختاره حارسا امينا يلبي رغبة رب البيت، من هنا كان القديس حارسا  أمينا، استنفد كل قواه وركزها في سبيل الرب، حرس السر وانتظره من كل قلبه،  ولم يعترض ولم يستفسر ولم يسأل ولم يفكر الا بما يريده الرب واعتبر نفسه  حارسا مكلفا من الرب لحراسة مريم والطفل يسوع وربى هذه العائلة فكان شفيعا  لها وشفيعا للعائلة في كل العالم، لأنه ربى أثمن ما يمكن عطية الله  الاولى”.
وسأل: “كيف نربي اليوم اطفالنا وكيف نعاملهم؟”.وقال:  “هناك من يحول عائلته الى جهنم من العذاب والقهر، أو مسرح دائم للعنف، وها  هو العالم يقضي على كل القيم المسيحية. لذلك نلتجىء اليوم الى القديس يوسف  ليعلمنا من جديد ان نعيش عائلات مقدسة ونحافظ على اطفالنا ونربيهم ليس على  الكومبيوتر والتلفزيون فقط بل على المحبة والتضحية وعلى طاعة ارادة الرب،  وعلى النقاوة والطهارة كما القديس يوسف. يتعرض العالم اليوم وبكل ما أوتي  من وسائل إعلام لتحديات علينا أن نواجهها بنشر تعاليم المسيحية. نصلي الى  القديس يوسف والقديسة رفقا لكي يعيدا الينا الطهارة والمحبة والتضحية  والامانة في الحياة الزوجية فنكون مثلهما طائعين لكلمة الرب وحراسا لها  ونعود مسيحيين حقيقيين”.

وختم داعيا “للصلاة من أجل غبطة ابينا  السيد البطريرك لكي ساعده الرب حتى يتمكن من تحقيق ما يريد للكنيسة  وللبنان، ومن أجل رئيس الجمهورية لكي ينعم عليه في هذه المرحلة الحرجة  للسير بلبنان الى بر الامان، ونصلي أيضا من أجل الشرق لكي يحل الله عليه  السلام والامان”.
وبعد القداس، تقبل الاباتي نعمه والراهبات التهاني بالعيد في صالون الدير.

وطنية