احتفلت مدرسة مار فرنسيس لراهبات الصليب – غزير بعيد الاستقلال، واقامت قداسا لراحة أنفس شهداء الجيش ترأسه مرشد المدرسة الخوري طوني بو عساف وعاونه الخوري زياد الأشقر وكاهن رعية سيدة الحبشية والخوري شكرالله الغزال، بمشاركة العقيد حسن قاسم ممثلا قائد الجيش العماد جوزف عون، القنصل ابراهيم الحداد، ممثل رئيس بلدية غزير شارل الحداد ونجيب الزعني وضباط من المؤسسة العسكرية وذوي الشهداء.
بعد الانجيل المقدس، ألقى بو عساف عظة قال فيها:”نلتقي اليوم معكم في رحاب بلدة غزير العريقة التي اعطت السماء قديسا هو الطوباوي ابونا يعقوب الحداد الكبوشي الغزيري واعطت لبنان الامير بشير الشهابي الكبير ورجل الدولة والمؤسسات ومؤسس الجيش اللبناني واول قائد عليه هو الامير اللواء فؤاد شهاب. لنصلي ونحتفل بالذبيحة القربانية من اجل المؤسسة العسكرية وعلى رأسها عماد الوطن العماد جوزف عون المحترم وخيرة من ضباط بواسل ورتباء وافراد اعطوا الوطن من حياتهم وارواحهم ليبقى حرا سيا مستقلا. ومعكم نصلي من اجل ارواح شهداء الجيش اللبناني وهم من خيرة الشباب رووا بدمائهم تراب لبنان”.
تابع:”لقاؤنا اليوم وقفة وفاء للجيش اللبناني حامي الوطن والانسان فيه، هم يسهرون على الجبهات في الجنوب وعرسال ورأس بعلبك لننام على فراشنا وننعم بالحرية والأمان، هم يظلون واقفين في الجرود خلف المتاريس في اوج البرد والثلج لننعم نحن بالدفء في بيوتنا ومع عائلاتنا. وقفة وفاء لخيرة من شبابنا شهداء الشرف والتضحية والوفاء، قدموا حياتهم قرابين حية على مذبح الوطن، وما من حب أعظم من ان يبذل الانسان ذاته في سبيل أحبائه، فأرض لبنان تحولت الى ارض مقدسة مجبولة بدمائهم ونثرات اجسادهم، لم يموتوا ابدا فهم الاحياء ونحن الاموات بأخلاقنا ولا مبالاتنا وعدم الانتماء الى الوطن”.
اضاف:”انتم يا ذوي الشهداء من آباء وامهات وزوجات وأطفال، الدمعة في عيونكم في كل لحظة، حرقة في القلب وغصة وهذا حق لكم، حقكم أن تسألوا لماذا استشهدوا ومن اجل من؟ هم آمنوا بقضية لبنان بذلوا ارواحهم من اجل القضية فلا تبحثون عنهم في القبور انهم ليسوا هنا لكنهم قاموا من بين الاموات وهم يتنعمون في الملكوت المعد للأبرار والقديسين”.
وختم:”نحن ايها الاحباء في هذه اللحظات علينا ان نقف امام الله وامام ضميرنا لنسأل ماذا فعلنا من اجل بناء وطن الرسالة؟ ماذا سنورث اولادنا من بعدنا؟ علينا ان ندخل معا في ورشة وطنية، مسلمين ومسيحيين، ونضع استراتيجية واضحة من اجل البقاء. لا نخف على الوطن ولا نبكي على شهيد لأننا نحن ابناء الايمان والرجاء”.
ابي هاشم
بدورها القت مديرة المدرسة الأخت اليزابيت ابي هاشم كلمة جاء فيها:”يا أهل شهدائنا الأبطال، هو الصوت الدهري ما زال يدوي عبر التاريخ:لا تبكوهم، لم يموتوا، إنهم يرقدون على رجاء القيامة. يتوسدون تراب النور ليستيقظوا مع المنتصر على الموت، وقد غدا قيامة. عاشوا لمجد الوطن ورحلوا فداءه ليبقى هو سيدا حرا مستقلا”.
تابعت:”فيا شهداءنا، يا وعدنا مع الشرف، التضحية والوفاء، يا ثورة الكرامة، لكم أعطي مجد لبنان.أحبائي لقاؤنا اليوم لقاء صلاة، صلاة لمن رحلوا قليلا دون أن يغيبوا،إنهم هنا، هنا في الوطن الذي أحبوه، نسمع أصواتهم تنبع من الصخر، من الغابة، نتنشق أرواحهم بخورا، نتحسسهم آتين من البعيد القريب. إنهم أحياء على صورة الحي، فمن عاشر وطن الخلود لن يموت، ومن جاور أرض القديسين لن يمسه فساد، إنهم أحياء، سلوا، سلوا لي الريح فوق أي نجم صعدوا؟ فوق أي صخر رقدوا؟ من قلب أي أرزة يتحدون المدى. ارقدوا هنيئا في أحضان الوطن يا إباء كبارا، ويا تراب لبنان رفقا برفاتهم، واجعل من ثراك وسادة ينامون عليها، ليستفيقوا في عرس النور، في أبدية الحياة والضياء”.
اضافت:”إن كلامي اليوم لا يشبه بقية الكلام، لأنني كتبته لكل بطل في مملكة الشرفاء.لمن هم المرجعية وأسياد القرار، لسياج الوطن يحمي ويذود، فأهلا بالعيد الرابع والسبعين استقلالا، تصونه مؤسسة يكفيها فخرا أنها أنجبت للوطن رئيسا بطلا شريفا، مؤسسة تحمل في حشا روحها الأبية رسالة سامية، طبعت كل روح في أرضنا المباركة. فطوباك لبنان، يا حلمنا الأكبر، يا وطنا مولودا في الجوهر منذ آلاف السنين، فمهما عصفت بك الأهوال ولفك غبار التاريخ، لبناننا باق، لن يموت ابدا، وعلى رأس هرم المؤسسة العسكرية قواد أبطال، فمهما زلزلت عليه الشدائد سيظل منتصبا، واقفا، ثابتا، شامخا كالأرز رماحا، فبينما هم يظنون أنهم قتلوه، كان هو يتحول”.
وختمت:”أحبائي، يا جيش وطني الحبيب، نحن اليوم، ولهذه المناسبة النبيلة، فرشنا لكم القلوب غارا، يا حامي الإرث والتراث، المبادىء والأهداف، فلأنتم الغالين الذين نتمتم لهم الصلوات، وإنكم معنا في كل مرة نناجي فيها السماء، ليحميكم القدير ويرص صفوفكم لحماية لبنان، فيبقى علمه حرا، وينمو ابناؤه أسيادا أمراء”.
وطنية