أقيم قداس وتجديد النذور الرهبانية في كنيسة مار مارون -زغرتا، لمناسبة عيد القديس انطونيوس الكبير، وبدعوة من جماعة الراهبات الأنطونيات والرهبان الأنطونيين في زغرتا الزاوية، وترأسه النائب البطريركي على رعية زغرتا اهدن المطران بولس عبد الساتر، وعاونه لفيف من الكهنة، وخدمته جوقة مار مارون.
حضر القداس رهبان وراهبات وممثلو الهيئات والجمعيات الاجتماعية والثقافية والتربوية وحشد من أبناء الرعية.
بعد الانجيل المقدس، كانت كلمة لعبد الساتر، مما قال فيها: “كلنا سمعنا قصة القديس مار انطونيوس الكبير الذي ترك كل شيء بناء على سماعه كلمة الانجيل، وذهب الى البرية وكرس حياته للصلاة والتقشف وعاش القداسة، لكننا أيضا ننسى الأساس في هذه القصة، وهي كلمة الله، فهو ترك كل شيء لأنه سمع كلمة الحياة والخلاص”.
أضاف: “نحن اليوم علينا أن نتذكر الأساس في قصة القديس مار انطونيوس، وهي أن كلمة ربنا هي كلمة حياة، وكلمة فيها قوة، وكلمة تغير القلوب والحياة كما حدث مع مار انطونيوس والكثير من الكهنة والرهبان والراهبات ومواطنين عاديين، لأنها كلمة الله”.
وتابع: “نحن هنا لنستمع مجددا الى كلمة الله ونتركها تفعل فعلها فينا وفي قلوبنا كي تصبح حياة الله أساسية في حياتنا ونعيش في الله وليس فقط في هذه الدنيا. واذا كنا نعتبر أن الكلام الذي نسمعه في الانجيل هو كلمة الرب، فنحن مدعوون للاستماع مطولا ويوميا الى كلمة الله، ونتركها تفعل فعلها في حياتنا كي تصبح في حياتنا أساسية. ولمناسبة تجديد نذور اخوتنا الراهبات والرهبان، أدعوكم الى تذكر بدايات حياتكم الرهبانية والفرح الذي فرحتموه حينها، وأن تسألوا أنفسكم هل ما زلتم تشعرون به أم أنه ازداد؟ وكيف كرستم حياتكم ليسوع المسيح، الاهم بالنسبة اليكم، وتتذكرون أنكم كرستم حياتكم لتحبوا الناس الذين حولكم لأجل يسوع المسيح. وأنا كأخ لكم أسأل السؤال لنفسي نفسه يوميا لأننا جميعا نغرق بالادارة والوظيفة ونصدق أهميتنا، إنما ننسى ان يسوع المسيح هو وحده المهم”.
وأضاف: “ليست الاستراتيجيات واللقاءات هي التي تأتي بالدعوات الرهبانية فالسبب وراء نذوراتكم كرهبان وراهبات هو محبة راهبة أو راهب لكم وشهادة تقوى ومحبة منهم.
لذلك، ولأن كنيسة الرب بحاجة اليكم، أطلب منكم أن تحبوا من حولكم لأن الانسان، كل إنسان، في حاجة الى المحبة والطيبة. فمن تجربتي كرئيس دير أدرك أنني أثرت في تلاميذي بمقدار محبتي لهم وإظهاري مدى أهميتهم بالنسبة إلي كأب وكأخ”.
وختم عبد الساتر: “اكتفوا بما هو ضروري كما قال البابا فرنسيس، لنكون شهودا على أن هناك حياة آخرة وهناك ملكوتا. وعدم اكتفائنا ككنيسة بالضروري يضيع مفهوم الآخرة”.
وطنية